الفصل الحادي والثلاثون

264 28 43
                                    


الفصل الحادي والثلاثون

لسه هترد عليه لكن سمعت صوت خبط عالي، الكل بص للباب واتخض، اتحرك ياسر عشان يفتح، ولما فتح اتصدم واتسمر مكانه لما شاف امه وسليم واقفين قدامه، اول ما شافت شادية صدمته ضحكت وحضنته بحنان وقالت: إيه يا ياسو هتفضل متنح كده كتير؟ اوعى تكونوا فطرتوا من غيري، ازعل.

ياسر استوعب انها حقيقة قدامه، حضنها وفضل يبوس فيها اوي كأنها كانت غايبه عنه بقالها سنين مش ساعات الليل بس، كانت وحشاة لدرجة رهيبه، دلوقتي بس حس ان روحه اتردت تاني بمجرد ما شافها، خرجها وقال وهو بيمسح دمعه فرت من عينه: هو انا اقدر افطر من غيرك يا ست الحبايب، والله ما تتبلع ابدا.

شادية طبطبت على خده بحنانها المعتاد، واتحركت معاه وسليم شايف مدى العلاقة بينهم وكل شوية استغرابه بيزيد من ياسر اوي، في كل تصرف وموقف مع شادية بيتعجب ازاي راجل كبير تقارب على الثلاثين من عمره، قدامها بيحس انه طفل لا يتجاوز خمس سنين، اول ما شافتها مرزوقة اخدتها بالحضن وباركتلها وقالت: ينفع كده تسيبي بيتك يا عروسه وتيجي يوم صباحيتك، ده احنا كنا شوية وهنيجي نباركلك.
شادية مسكت ايدين سليم وقالت بفخر: سليم قالي مش هنفطر غير معاكوا، انا وعدت ياسر انك تفطري معاه كل يوم، ومقدرش اخلف وعدي معاه.
ابتسم له ياسر وشكره، وشادية قعدت في مكانها جنب ياسر، وجوزها جنبها، وابتدوا يفطروا في جو مليان سعادة، وياسر الفرحة رجعت تنور وشه، واكل لاول مره بنفس وشهية مفتوحه.
وبعد ما خلصوا جابت هنية القهوة كالعادة وسألتة شادية: برامجك إيه النهاردة يا ياسو؟
ياسر حط الفنجان في الصينيه ورد عليها: هشرب قهوتي واروح لمجدي، النهارده اخر يوم تصوير، وهيبدأ في عمل المونتاج عشان نحدد معاد لنزول الفيلم، في حاجة محتاجها؟
شادية بنفي ردت: مستغناش عنك يا حبيبي، عشان بس استناك على الغدا.
ياسر قام عشان يستعد انه يخرج رد: انا مش عارف والله هخلص امتى يا ماما، ممكن نخليها عشا لما ارجع.
شادية بتفهم: تمام مفيش مشكلة لما توصل، خد الشور بتاعك وتعالى عندي نتعشى كلنا مع بعض، الأكل كتير اوي هناك.
ياسر وهو بيبوس اديها قال: حاضر يا حبيبتي، اشوفك على خير.

سلم على سليم واتمشى معاه بعيد عنهم وهمس في ودنه وهو ماشي: متشكر على ذوقك، وانك وفيت بوعدك.
سليم ابتسامته نورت وشه وقال: متشكريش يا ياسر، اللي محتاج الشكر هو انت، ولو فضلت اشكرك اللي باقي من عمري مش هوفيك ابدا... انت بكلمه واحده منك رديت روحي ورجعتها للحياة بعد ما كنت عايش ميت.

اتأثر اوي ياسر بكلامه ودور على اي حروف تسعفه يرد بيها ملقاش، غير انه قال: ربنا يسعدكم يا سليم.
اول ما ابتدى ياسر يبعد عنها حست ان الهوا اللي حواليها بيخلص شوية بشويه ومش عارفه تاخد نفسها، نادت مرزوقة على ياسر وقالته بعيون بتترجاه ومش قادرة على البعاد من غيرة: هو ممكن اجي معاه يا ياسر؟

العسقلة الماكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن