الفصل الثاني عشر

282 28 23
                                    

عشان بس تعرفوا اني طيبة، وبناء على طلبكم فصل زيادة، ياريت متحرمنيش من تفاعلكوا..

الفصل الثاني عشر

المخرج اصدر تعليماته للممثلين وظبط وقوفهم، وقال كلمته الشهيرة: أكشن.
انطفئت الاضواء، والسكون عم الاستديو، وتوجهت الكاميرات على شيراز والبطل اللي واقف قدامها،  وادت المشهد بقلب بيرجف من الخوف، بصوت مهزوز، اداء غير متوقع، خبط المنتج سامي ايده على رجله بآسف، والكل وقف لما المخرج زعق بكل صوته وقال: استوووووب، اية القرف ده، زفت يا آنسه.. !

بصت شيراز بدموع عينيها اللي نزلت شلالات مش بتقف، واتحرجت جدا ومقدرتش تنطق من كسفتها قدام الكل، جريت بسرعه لغرفتها وجواها كسرة اول مره تحس بيها، فضلت تبكي لوحدها.
اخيرا وصلت شروق واول ما وصلت سمعت اللي حصل، وراحت بسرعة على المخرج زياد الزناتي، وقالتلة: مساء يا استاذ زياد.
زياد بضيق رد السلام، حست بضيقه  فردت: انا سمعت اللي حصل، معلش ممكن بس حضرتك تديني ربع ساعه اراجع مع شيراز تاني المشهد ونبدأ؟ واوعدك انك هتتفاجأ وهتكون مبسوط من اداءها.
زياد وهو بينفخ سجارتة بضيق: تمام يا شروق، ربع ساعة وهنبدأ.

شكرته بشده وراحت جري عليها، دخلت لاقتها مفطومه من العياط، اخدتها في حضنها كأنها امها مش صاحبتها، وبعدين خرجتها من حضنها وقالت: بس كفاية دموع، العيون الحلوة دي اتخلقت عشان تتزوق مش للبكا، يالا امسحي عيونك وظبطي مكياجك بسرعة، وتعالي نراجع.
سكتت وقالت بتحدي: انا عايزة اشوف ابداع شيراز وهي بتمثل، مش هتنازل عن ده، انتي ادها، ومتقليش من ثقتك بنفسك، عايزة البلاتوه كله ايديهم توجعهم من كتر ما بيصقفوا ليكي.
شيراز وهي بتمسح دموعها، وظبطت شكلها، وشربت شوية مية، مسكت تاني السيناريو وراجعته مع شروق اللي قامت بدور البطل، واقتنعت باداءها وبعدين ادتها دفعه قوية وخرجوا عشان يأدوا المشهد، وقفت قدام الكاميرا تاني لكن بشكل وثقة مختلفه عن اللي فاتت، هي كانت محتاجة لدعم واحساس بأعز صديقة ليها، واتحولت لما شعرت بوجودها، بدأ زياد تصوير، والجميع مركزين، ادته شيراز بإبداع، ولما انتهى مع صياح المخرج باستووب، اضاءت الانوار وصفق ليها جدا، تهلل وشها بالفرح والسعادة، وجريت عليها شروق بكل حب تهنيها على تمثلها، واتقدمت من زياد اللي قالها: ايوة كده هو ده التمثيل اللي كنت عايزة ومتوقعه منك ياشيراز.
ابتسمت برقة وقالت: ميرسي يا استاذ زياد، ويارب اكون عند حسن ظنك دايما.
سامي المنتج قرب منها ومدح في اداءها وقبل الأيادي، وعزم الفريق كله على حفلة عشاء في فيلته بمناسبة بدأ تصوير.
وبعد كل التهاني، كملوا تصوير باقى المشاهد المتفق عليها.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *

بعد ما انتهوا من الفطار، قامت شادية عشان تاخد قهوتها تشربها في اوضتها، كانت لاخر لحظة بتهرب من مقابلة ياسر اللي شكله كان غني عن أي كلام، اللي يشوفة يقسم انه زي الطير المدبوح وبيفرفر وبيتمنى الموت ومش طايله، لكن مع كل آسف محدش حاسس باللي جواه، وممكن الكل يقول انه مبالغ في شعوره، بس في الحقيقة هي دي شخصيته وتركبته؛ لما بيحب حد بيكون ليه بكل كيانه، وعيونه مش بتشوف حد غيره، وبيكتفي بيه عن العالم كله، وده اللي معذبه لانه مش عايز امه تفارقة ولا حد يشاركه في قلبها، كتم اللي جواه ودخل مكتبه وقال لمرزوقة تسبقه بالقهوة هناك، دخل ومسك روايته، وحاول يدخل في احداثها ويفصل عن كل حاجة ويركز في شغله، وابتدى يتكلم مع مرزوقة، ويعلمها ازاي الشخصية هتتطور من كونها فلاحة بسيطة لسيدة مجتمع وصاحبة شريكات ليها اسمها، كانت بتسمعه بتَمعن وتركيز شديد، باصه لعيونه العميقه الحزينة، قلبها حس بيه وبوجعه، لكنها مقدرتش تعمل حاجة تخفف عنه حزنه، فقررت تركز عشان متغلطش والحكاية مش ناقصة.
خلص حكاية البطلة كلها، واتناقشت معاه في كل تفصيلة، خلته مستغرب جدا من تفكيرها، وازاي واحده زيها هتفكر وتتكلم كده؟ مهما كانت التدريبات اللي بتاخدها، ومجهود امه معاها؟ لكنه مفكرش كتير وجاوبها على كل اسئلتها، وبعدين قال: كده يامرزوقة انا شرحتلك كل حاجة، دلوقتي هتقراي المشهد ده، وانا هرد عليكي كأني البطل قدامك، ومتنسيش لازم ردك يكون قوي، وبحده متنسيش ابدا ان الراجل ده اتخلى عنك زمان، وسخر من مشاعرك، ودلوقتي لما بقيتي غنية رجع يقدم فروض الولاء، فهماني؟
مرزوقة بثقة: فهماك جدا يا استاذ ياسر، يالا نبدأ وربنا يستر.
اخدت مرزوقة نفس عميق وخرجته بكل هدوء، وسمت الله ومسكت السيناريو وغمضت عيونها عشان تركز، وبدأت تقرأه بكل تركيز، وياسر يرد عليها، وهي ترد وهكذا... حتى انتهى المشهد اللي اتفوقت على نفسها، وخلت ياسر الابتسامه منوره وشة ومسكها من كتفها وقال: مدهشة يامرزوقة، برافو عليكي، انتي ممتازة، فوقتي كل توقعي بصراحة.
مرزوقة وعيونها بتلمع من السعادة لرأيه قالت بفرحة: البركة فيك أنت.
ياسر بتأكيد: لا البركه في موهبتك الفطرية، وانا مهما اشتغل وانتي مش موهوبة عمر ما هيجيب نتيجة ابدا، دلوقتي مطلوب منك هنعيده بس بعد ما تحفظيه  مستعده يابطله؟
مرزوقة وهي بتعدل في ياقة الشيميز اللي لابسه بكل فخر وردت: جاهزة يا استاذ، اديني بس هبابه احفظه.
غمض ياسر عيونه وكشر، وادعى العياط وقال: هبابه يامرزوقة، انتي كل ما بتحسيسني انك بتتقدمي، ترجعيني تاني الف خطوة، ارحمي امي التعبانة يامرزوقة والنبي.
مرزوقة بتهز في راسها بفخر قالت: دي جزء من شخصيتي يا استاذ ياسر، وبتفرض نفسها عليا، بس لا تقلق انا هبهرك بفضل الله.
قالت اخر كلامها وهي مضيقة في عيونها، واديها بطبطب على كتفه بتأكيد، خلته ابتسم على شكلها ولسه هيرد، لمح دخول شادية وهي لابسه ومستعده عشان تخرج وقالت: ياسر انا رايحة المستشفى اخد الحقنة.
ياسر بانتباه قال بحده واعتراض: لا مش هتروحي لوحدك المره دي، انا هوصلك.
شادية في محاولة للهروب: خليك مش هتاخر وانت كمل شغلك مع مرزوقة.
ياسر باعتراض: تستنى الدنيا مطارتش، ثواني هطلع اغير هدومي وانزل على طول.

العسقلة الماكرة Where stories live. Discover now