الفصل الرابع والثلاثون

285 22 42
                                    

الفصل الرابع والثلاثون

خرجت انهار واقفلت الباب، وهي مقرره انها زي ما ضيعته هترجعه تاني لحضنها؛ حتى لو اضطرت انها تيجي على نفسها وتتنازل عشان خاطره.
فضلت في اوضتها سهرانه، جفاها النوم من كتر التفكير والبكا على حاله، واول الساعة ما دقت ثمانيه الصبح، صلت ركعتين لله ودعت ربنا ان قلب شروق يلين ويحن عليه، خلصت ولبست عبايتها السودا زي ايامها اللي عايشها بسبب عماد، نزلت اخدت تاكسي، وطول الطريق وهي بتفكر هتقول ايه وبأي وش هتقابلهم، دموعها مجفتش من على خدها، واول ما وصلت حاسبت السواق، وطلعت بخطى بطيئة بتقدم رجل، وترجع التانية، وصلت لشقتها؛ اخدت نفس عميق وشجعت نفسها ورنت على الجرس، ولما محدش فتح فضلت تخبط كتير، لحد ما قامت سعاد مفزوعه وهي بتفرك في عينيها وقالت بصوت عالي: حاضر يا للي على الباب انا جاية اهو، استرها يارب، مين اللي جاي بدري كده على الصبح؟

اول ما فتحت وشافت اختها قدامها، ومنظر عيونها الحمرا والمنفوخه من كتر العياط، قلبها وقع في رجليها وضمتها برعب ونسيت وقتها كل تصرفاتها وقالتلها بخوف حقيقي  : مالك يا ختي فيكي ايه؟ خير جايه بدري ليه كده؟

اشتدت انهار في ضمها وبكت بحرقة على عمرها اللي فانته في تربيه ابنها وهو ضيعه وداس عليه، بكاءها خلى قلب سعاد يوجعها، دخلتها وقفلت بابها، وقعدتها وسألتها: حرام عليكي يا انهار وقعتي قلبي يابت ابويا، ايه اللي وجعك بالشكل ده؟!
احكيلي وزيحي الحزن من قلبك، وشيليني بدالك همك ..

رفعت انهار راسها وبصتلها بحزن مكتوم جوه قلبها وقالت من بين شهقاتها: عماد يا سعاد هيروح مني، هيضيع نفسه في طريق اللي بيمشي فيه مش بيرجع تاني.

لطمت سعاد من الخضه على صدرها، ولسه هترد سبقها صوت شروق اللي طلعت على صوت خالتها وسألتها بوجع: ماله عماد، ايه اللي جراله ياخالتي؟

قامت انهار واتنهدت بألم وقربت من شروق ومسكت ايديها وقالت بترجي: ارجوكي يا بنتي، وحيات عماد عندك تلحقيه، ابني بيضيع مني ومحدش هينجده من الغرق غيرك انتي وبس، دواه معاكي يا شروق.

بصتلها شروق بتعجب جامد من كلامها، كان نفسها تقولها عرفتي دلوقتي ان انا دواه يا خالتي، كان فين كلامك ده من زمان، بعد حياتنا ما اتهدت بسببك، لكن مقدرتش تتكلم وهي شايفه حالتها، سكتت وانهار قرات دهشتها في عيونها فكملت وقالت بندم: انا عارفه مستغربه كلامي، ويمكن مش مصدقاني لاني جيت عليكي وضايقتك كتير، وكنت السبب في اللي حصل بينكوا، لكن انا جيت دلوقتي لما حسيت بغلطتي وندمي، ابوس ايدك تسامحيه وتلحقيه، سامحي خالتك اللي جاتلك ودموع الحسره والندم غسلتها.

شروق بتسحب اديها بسرعه لما حست انها هتبوسهم فعلا، وعيونها دمعت من شكلها وكلامها، حست اد ايه هي ضعيفه وعمرها ما شافتها ابدا بالشكل ده، طبطبت عليها وقالت: اهدي يا خالتو بس واقعدي احكيلي ايه اللي حصل؟

العسقلة الماكرة Where stories live. Discover now