الفصل الثاني والثلاثون

270 29 27
                                    

الفصل الثاني والثلاثون

حاول ياسر يجمع اعصابه، ويكون شجاع بصرف النظر عن كل النزيف اللي جواه في اللحظة دي، لكن وقف قدامها صالب طوله بكل كبرياء، زي الجبل اللي ما يهزه اي ريح او عاصفه وقالها بعيون مليانه حزن ولوم وعتاب وهو بيصقف بقوة : لا برافوو عليكي يا استاذة جهاد، عرفتي فعلا تخدعيني كويس، وتثبتي إنك ممثلة شاطرة وبتتقن دورها كويس.

اتغيرت نبرة صوته غصب عنه واتخنقت لما قرب منها وقال بصوت مدبوح: ليه خدعتيني؟ بقى طول الشهور اللي فاتت دي بتمثلي عليا؟
كنتي بتلعبي بيا وبمشاعري؟
وصلت بيكي انك تستخدمي اسمى المشاعر النبيلة؛ عشان توصلي لهدفك وتحققي حلمك ؟!

سكت مقدرش يكمل، صوته اتخنق، هنا المصورين موقفوش تصوير للحظة الحاسمه، لقطات الفلاشات كانت بترصد نظرات ولوم ياسر، ودموع جهاد اللي نازله بغزارة في ليلة شتاء ممطرة، قربت منه وحاولت تلمس ايده، زقها بعنف، وقالت من بين شهقاتها: ياسر حاول تسمعني.. اديني فرصة اشرحلك، بلاش تظلمني ارجوك ؟!

رفع ياسر ايده وشاور ليها انها تسكت وقال: خلاص كل حاجة وضحت وظهرت، مش محتاج حاجة تتشرح يا استاذة جهاد، مبروك ليكي نجاح فيلمك وتحقيق هدفك وحلمك، اللي كان على حساب خداعي بمكرك، ودلوقتي خلصت الحكاية ونزلت كلمه النهاية، والجمهور صقف للبطله، ياريت بكل هدوء ترجعي مكان ما جيتي، ارجعي جهاد تاني، لان من اللحظة دي مرزوقة ماتت وادفنت دلوقتي، وملهاش وجود هنا او في اي مكان تاني.

جهاد مصدومه مش قادرة تصدق رد فعله، هي اه غلطت، بس ازاي يحكم عليها بالاعدام من غير ما يسمع دفاعها؟ فضلت تحرك راسها برفض لكلامه وقالت: لا مستحيل تنهي كل حاجة كده من غير ما اكمل كلامي، حرام عليك يا ياسر متبقاش قاسي كده؟
ياسر وهو متملك اعصابه شاور ليها بطول دراعه على الباب عشان تخرج، بصت له وهي مش مصدقة تصرفه، حست انها بعد ما كانت معاه في سابع سما، نزلت لسابع ارض في لحظة تسرع وغباء، جريت بقهرة بتجر ازيال الندم وراها، الكل بعد ما خرجت عيون مبهوره بكلامها ومعجبه بيها، زي المنتج ومجدي، وباقي المخرجين، وعيون شيراز كلها شماته وفرحه وهي شيفاها اطردت وبتبكي على حبها اللي راح.
بصت شادية لياسر بعتاب على تصرفه قدام كل الموجودين، وجريت وراها ونادت عليها، فرمت مرزوقة نفسها في حضنها وفضلت تبكي بحرقة، طبطبت عليها ودخلتها الفيلا عندها، ودخلتها في اوضة تنام فيها، وفضلت تهديها، لكنها فضلت تبكي بحرقه على حبها اللي ضاع في لحظة تسرع وغباء، بصلتها وقالت بانهيار: مش معقول خلاص كده؛ حب عمري اللي اتمنيته يروح مني بالسهوله دي يا شادية؟!
لا قولي ان اللي حصل ده كان كابوس، ولا مشهد بمثلة وملوش دعوه بالحقيقة اللي بحلم بيها.
شادية بآسف ردت: للأسف يا جهاد انتي اخترتي اسوء توقيت واعلنتي فيه حقيقتك، ليه النهارده بالذات يا جهاد ليه؟
مرزوقة بندم قالت: مكنتش اقصد ولا مخططاه، هي شيراز الزفت اللي استفزتني، وحبيت ارد عليها، ربنا ينتقم منها، معرفش ليه بتكرهني كده؟ كل ما كانت بتشوفني تهني وتقل مني، وانا ببلع وانسى ومردش، معرفش النهارده ايه اللي حصلي، قررت اني ارد وبعنف، وهي النتيجة كانت اني ضيعته من أيدي.

العسقلة الماكرة Donde viven las historias. Descúbrelo ahora