الفصل الثامن والثلاثون

286 26 49
                                    

الفصل الثامن والثلاثون

فضل يسمع المقطع ده عشرات المرات يكرره، ويسأل نفسه ويتكرر السؤال في كل مره، هل الكلمات دي يقصد بيها مين؟ امه ولا حبيبته الماكرة؟

اتوصل بعد طول حيرة وعذاب؛ ان الكلمات دي عليهم هما الاثنين... هما الاثنين وحشينه ومشتاق ليهم جدا ونفسه يلمح طيفهم ولو لثانيه، لكن ازاي وكل واحده كانت سبب في عذابه والمه، لام كتير قلبه اللي لسه بيحن ليهم ويشتاق.
قعد يفكر ويسأل نفسه هل لسه مرزوقة بتفكر فيه وبيخطر على بالها زية، ولا نسيته وفقدت الأمل فيه من بعد ما قطع كل التواصل بينهم؟
استغبى نفسه جدا انه لسه بيسأل ويفكر اصلا، حاول يجمع افكاره ويكتب نهاية لروايته معرفش يختار هل يجمعهم في طريق تاني سوا ويكملوا مع بعض ولا الفراق هيكون هو نهاية الحدوته بينهم؟
فكر كتير كأن السؤال اللي طرحه ده بيسأله لنفسه ولحكايته معاها، فاق على صوت تليفونه وكان مجدي: ايوه يا فنان خلصت ولا لسه؟
ياسر بحيرة: خلصت مش فاضل غير مشهد النهاية ومحتار اوي يا مجدي فيه.
مجدي بحماس: حلو جدا، انا خلصت تصوير اللي ورايا، والمنتج سامي مش مبطل زن عليا عايز يبدأ في فيلمك على طول ومستبشر خير.
ياسر بضيق: انا مش عارف هو مستعجل ليه كده؟ مش كل حاجة بتاخد وقتها في الكتابة.
مجدي بنبره هادية: ده شغله، ولولا انه متأكد انه هيكسب ملايين مكنش هيبقى مستعجل كده، بص انا ورايا كده كام مشوار هخلصهم وهجيلك نتناقش في مشهد النهاية، ونختار بالمره الكاست اللي هيمثل.
ياسر بتنهيده : اه طبعا معاك حق، ما هو كسب ملايين من قصة مرزوقة، والفيلم فضل في دور السينما اطول وقت، ومفيش فيلم نافسه.
تمام في انتظارك يا مجدي.

حط مجدي ايده على قلبه بعد كلامه ده، وقال في باله، اه لو عرفت انه هو اللي كان ورا كل ده؟ مستحيل هترضى تشتغل معاه تاني؟

قفل معاه وسرح بخياله مين اللي مناسب لدور البطلة وصديقتها من بين الموجودين على الساحة الفنية.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *

فقدت شادية حالة الشغف والحب، بقت مطفيه، البسمه خاصمت شفايفها واتبدلت للحزن، دايما ساكته وحابسه نفسها في اوضتها، الوحيد اللي بتكلمه جنينها وبس، وممكن هنية بتدخل تحكي معاها من وقت للتاني، بتسمعها وتسكت، ولما بتزهق بتسبها لوحدها، مفيش غير جهاد اللي بتقدر تخرج كل احساسها واوجاعها معاها، لانها الوحيدة اللي بتحس بكل كلمه بتقولها.
في الوقت ده كانت جهاد رجعت من اخر سفرية بتصور اخر مشاهدها في فيلم هيتعرض في الموسم الجديد، وهي في طريقها للفندق اتصلت بشادية وقالتلها بلهفة: شوشو حبيبتي وحشتيني اوي، ازيك وعامله ايه في الحمل؟
سكتت ثواني تبلع ريقها وسألت بحزن في نبرة صوتها: وهو ازيه، عامل إيه ؟
شادية ردت بشوق مماثل: انتي اكتر ياجهاد، كل دي غيبه، طولتي اوي المره دي، وهو زي ما هو الوضع متغيرش ؟
جهاد باعتذار: حقك عليا، انا لسه واصله حالا، يادوب هرتاح شوية بقالي يومين مطبقه، واول ما اصحى هجيلك على طول، طمنيني بس عليكي.
شادية بحزن: انا مش كويسه خالص يا جهاد، تعبانه اوي.
جهاد بخضة وفزع: طب اتصل بالاسعاف تجيلك؟
شادية بألم: ياريت كان التعب جسماني بس يا جهاد، كان بقى اهون؛ انما التعب النفسي اشد عذاب واوجع بكتير.
جهاد بقلق: اقفلي ياشوشو انا جيالك حالا، مسافة الطريق وهكون عندك.
شادية برفض: يا حبيبتي ارتاحي وتعالي على بليل.
جهاد وهي بتبلغ السواق بغير خط سيره لفيلتها، ردت ورفضت بشدة، ثم قفلت معاها وفضلت تفكر فيها وفي اللي معذبهم هما الاثنين.
* * * * * * * * * * * * * * * * * *

العسقلة الماكرة حيث تعيش القصص. اكتشف الآن