ثلاثةِ عشر وأربعة سنواتٍ

25 9 10
                                    


كانَ والدهُ الذيَ حُبس ظلمًا ينتظرً في كل ليلةِ ان تحدثَ معجزةٌ وتظهرٌ برائتهُ ، مضى عامينِ من حكمهِ وبقيتَ ثلاثةَ عشرَ سنةَ ، ولكنهَا لا تزالُ طَويلة ! وهو لا يدريَ بكل تلك الاحداثِ التي حصلتَ ، كانت المحاميةُ مع ابنِها متجاهلِة تلك الاتصالاتِ التي تصلُها ، تزدادُ الشكاويَ والقضايَا وهي ليستَ متفرغةً الآن ابدًا ، في الليلةِ حينمَا كانت تأكلُ وجبةَ العشاءِ مع ابنِها كانت غاضبةَ منهُ بشدةِ ، هو انزعجَ بصدقٍ لكونِها غاضبةً ، قال لهَا بعدَ ذلكَ : بربكِ اليسَ يكفيَ ؟ قالت لهُ : يكفيَ ؟
كدت ان تموتَ ايُها الغبيَ ! صمتي لا يعنيَ أني تغاضيتُ عن الأمرِ ، ماذا ستسببُ مستقبلاً ؟ ماذا لو قتلوكَ ؟ كيف تفعل هذَا لا دخلَ لكَ في الأمرِ !

لن تخرجَ مرةَ أخرىَ الا بخبرٍ منيَ هل فهمتَ ؟
سيستهدفكَ الآن يا -لا مزيدَ من الشتائمِ رجاءًا-
لقد فهمتُ ذلك خطأيَ لكنِي اردتُ ان تكَشف حقيقتهمُ لكيَ يكون دليلاُ على براءةِ والديَ ، ذاكَ كُل ما يهمنيَ الآن ، تنهدَت للمرةِ الالفُِ واخذت تفكرُ مالذي ستفعلهُ ، جاءَها إتصالٌ من دارِ الرعايةِ منَ أجل تلكَ الطفلةِ ، لقدَ تم تبنيِها لكنهَا لم تكن راضيةَ بالذهابِ معهمُ ، وقد يكونوا احدَ اقربائِها فردت هيَ قائلةُ : اعتذرُ بشدةِ لا يمكننَي هذه الأيامُ ان انشغلَ بأيِ شيءِ ولا حتى بأيِ قضيةِ ، ردَ عليهَا المتصلُ متسائلًا عن السببِ فقالتَ : إبنيَ تعرضَ لحادثِ ويجبُ علي البقاءّ معهُ ، نظرت اليهِ وقالتَ بصوتٍ منخفضٍ - أسعل ! - هز رأسهُ مستفهمُا فأشارت لهُ بأن يسعلَ لكنه لم يفهمَ الا عندما مثلت لهُ ماتريدُ فأدركَ متأخرًا قم سعلَ فقالت هيَ وهي تحدقُ به لغباءهِ : المعذرةَ لقد استيقظَ سأتحدثُ معكَ بوقتٍ لاحقٍ - قطعت الخطَ - ثم تنهدت براحةِ والتفتتَ قائلةً : هل الحادثُ أثر على عقلكَ ؟

جميعُ الاولادِ يفهمونَ نظراتِ أمهاتهمُ سواكَ
كان هوَ ينظرُ مبتسمًا بإحراجٍ لهَا ، طُرق البابُ وإذ بهٍا ممرضةُ وكانت غاضبةٌ ، لم تكن من المدينةِ لقد كانت اجنبيةَ ، أعطت لهُ المغذيِ وذهبتَ فقال كليهما - مابِها هذهِ ؟ - مضت بعد ذلك نصفُ ساعةِ
جاءت لتبعدَها ولكنَها ابعدتِ اللاصقَ بهمجيةِ واوجعتهُ كان جلدهُ رقيقٌ بدورِه يحمرُ بسرعةِ ، قالَت والدتهُ : على مهلكِ ! لا تخرجيَ غضبكِ هنَا ! يالهَا من خدمةِ ، خرجت الممرضةُ بعد ذلكَ ، جاءها أتصالٌ من والدتِها لتطمئنَ عليهَا : أجابت عليها مرحبةً بهِا ، قالت والدتٌها : لي نصفُ ساعةِ أطرقُ البابَ ! الستِ في المنزلِ ؟ قالت هيَ : هل جئتِي !! منذ متىَ ولم تخبرينيَ ؟ ان هاوايَ بعيدةُ متى وصلتِي ؟ نعم لستُ في المنزلِ ، قالتَ : جئتُ وحسبُ ، اين حفيديَ هو من سيفتحُ ليَ ، هنا أخذت تنظرُ اليِه وتحكُ عنقَها باحثةً عن ردٍ فقالتَ : لاعطيكِ الموضوعِ ، أنا في مشفىَ اوتسو ، ابنيَ تعرض لحادثِ سيرٍ ، كان هوَ ينظرُ متسائلًا من المتصلُ ، تلقت هي توبيخًا من والدتِها وتكررتَ عليها ذات الكلماتٍ - امٌ مهملةُ -

جاءت بعد ساعةِ اليهمُ والآخر كان قدَ تناول بعض الطعامِ الخفيفِ وأخذَ غفوةَ وهي لاتزالُ جانبهُ ، جاءت جدتهُ وكانت ردةُ فعلها مبالغةٌ جدًا لدرجةِ انها ايقظتَه ، ووالدتهُ تحاول ان تجعلَ والدتها تهدأ ثم حولتَ عليهِ تلومهُ على عماهُ وهيَ لا تدري مالحكايةُ أصلاً ! قال هوَ بعد مدةٍ لوالدتهِ : هل أنتِ من البستينيَ تلكَ الجواربَ ؟ قالت لهُ : نعمَ كانت قدميكَ باردتانِ ، قالَ : أشعرَ بحرارةِ هلا نزعتيِها ؟ جاءتَ لتنزِعها ووضعتهَا في حقيبتِها ، قالت جدتهّ : متى سوف تخرجُ ؟ قالت والدتهُ : غدًا ، جاءَ الطبيبُ ليتفحصَ كيفَ اصبحَ ثم قالَ : من المرافقُ ؟ هنا قطع الحديث اتصالاتُ على هاتفِها لقضيةِ قديمةُ لم تكسبهَا اُعيد فتحُها ، رأت والدتُها انها مشغولةٌ فقالتَ : أنا سأرافقُ مع حفيديَ ، انتِ اهتميَ بأعمالكِ ، قالت هيَ : كيف سأتمكنُ ؟ قالت والدتُها : لا تكونيً شديدة القلقِ ! ليس طفلاً انا هنا

قالتَ محدثةً نفسها : خائفةُ من شيءِ أنتِ لا تعرفينَ ماهو يا أميَ ، انتهى وقت الزيارةِ وعادت روكا الى المنزلِ تبحث في القضيةِ من جديدٍ ...
كانت تلك القضيةُ من أصعبِ القضايا التيَ واجهتهَا كانت فتاةَ شابةً ضدَ زوجِ والدتِها ، بتهمةِ محاولةِ قتلٍ واعتداءٍ ، لكن بعد محاولاتٍ وادلةِ نفسيةِ وملموسةِ القيَ القبضُ عليهِ وتلك الفتاةُ بقيت في الوسطِ ، ساعدتَها روكا في البداياتِ وجعلتها تبقى في منزِلها لثلاثةِ أيامٍ ، كان قد خرجَ كيوجيرو وجدتهُ معهُ ونبهت روكا الفتاةَ الا تحتكَ بإبنها مهما حصلَ ، كما نبهتهُ بوجودٍها ، فبقيَ اكمل وقتهِ في غرفتهِ وهي بقيت في الدورِ السفليِ حتى وجدت لها سكنًا وذهبت من هُنا ، هنا بدأ يأخذ راحته كالسابقِ ، مر شهرينِ وعاد هوَ يذهبُ الى الجامعةِ مجددًا كما في السابقِ ، وادلى تقريرهُ بتعرضهِ لحادثةِ سيارةٍ فقطَ دونَ التفاصيلِ الحقيقيةِ ...

كانت بالفعل تبحثُ عن منزلٍ آخر ، لكونها مقتدرةٌ ماديًا فلقد اشترتً واحدًا أجملَ وأوسعَ ، مضت السنينُ وهذه السنةُ الرابعةٌ والأخيرةٌ في الدراسةِ ليبدأ في صفحةِ جديدة من الحياةِ ، واليومَ هو اليومُ الاول لكونهِ قد صارَ من المباحثِ .... خطوةٌ جديدةُ نحو انقاذِ والدهِ ، ولكن صعوباتٌ جديدةٌ تبدأ الآن في الخفاءِ الى الظهورِ ...

Sector XVIII حيث تعيش القصص. اكتشف الآن