ما وصلتُ الى هنا من أجلهِ

7 4 16
                                    

ارتبكَ ماتسونو ولم يقل شيئًا كان يتحاشىَ النظرَ اليهِ ، قال بعدهَا : ماتسونو ماذا حدثَ ؟ هل صحيحٌ ما قالهُ ؟ نظر اليه ماتسونو فقطَ ولم يجبهُ ، قال بعدهَا : لقدَ سألتُكَ ! هل قتلوا أبيَ ؟ رد قائلًا : هذا ما وصلَنا ، تعازيّ لكَ ، كانت نبرته حزينةٌ حينما قالهَا قال الآخر : كيف يمكنَ ! لا اصدقُ ! وضع يده بين خصلاتهِ وهو مصدومُ
هنا عندما ادرك الحقيقة المرةَ اخذ نفسًا عميقًا ثم اغلق عينيهِ متجافيًا نزول ادمعهِ ، تنهدَ حابسًا اياهَا
جلسَ القرفصاءِ ضامًا يديهِ الى جبينهِ ، هنا قال له ماتسونو : هل أنت بخيرٍ ؟ هنا نطق قائلاً : سببُ وصوليَ الى هُنا ، السببُ خلف عملي هذَا كان من أجلهِ ، والآن .. كلهُ راحَ مهبَ الريحِ ، كل طريقي الذيَ سلكتهٌ كان من أجلِ انقاذهِ ، والديَ ...
انا لن اتمكن منَ رؤيتِك مُجددًا ؟

جاءت الاستخبارات على هذا المنظرِ
جاءت أرو ورأته بتلك الحالةِ ، الجميعُ اجتمعَ من أجلهِ يُرأونَ حالتهُ وماحل بهِ ، كلماتهُ التي نطقَها كانت خلالَ أدمعٍ ونبرات مهزوزةِ ، لم يجد ماتسونو سوىً التربيت عليهِ وتهدأتهُ ، لكنه كان يهدِرُ بدموعٍ لا نهايةَ لهَا ، جاءت هيَ اليهِ ووضعت يدها على ظهرهِ وكأنها تربتُ وهي تريدُ قولَ شيءِ لكنَ حالتهُ كانت أشدَ مِن ان يفيده الكلامُ ، كانت توزع نظرَها على اطراف المكانِ تفكر كيفَ علها تساعدهُ ، حينها نظر اليها بعينينِ غرقتَ دموعًا واحمرتَ للغايةِ :
هل وصل الخبرُ الى أميَ ؟ لم تجد ما تقولهُ فقال ماتسونوَ : كلاَ ، تعال لتغسل وجهكَ ، سحب ذراعه منهُ رافضًا وهدأ ، كان مغلقًا عينيهِ ، مسحها بعد ذلكَ وكل محط الانظار عليهِ ، منهم من بكىَ معهُ
فعندما تذكر كلام أرو بالأمسِ عادت الدموع ..

انهُ واخيرًا سيرى والدهُ ، وانها هِي الوحيدةُ التي ذكرتَ هذاَ الطرفَ ، اخلت أرو المكان ليستريحَ ولم يبقى سواهَا هي وماتسونو معهُ والبقيةُ على البابِ ، كان مستندًا على الطاولةِ شاردَ النظرِ وكل مرة تنزلُ ادمعٌ أخرىَ ، هنا التفت اليهَا وقالَ : أخبري والدتيَ ، لم ترد ان تتأكد من قرارهِ ، كانت منتبهةَ معهُ ، لانه صُدم بشدةِ ومن كل قلبهِ فاضت اعينهُ حتى تعبَ ، ولم يكن ذلكَ الا سوى طرفَ انهيارٍ ..

قد إحمرَ انفهُ واحمرت عيناهُ ، كلما تذكرَ كلما ذرفهَا أكثرَ ، فتح هاتفهُ لتقابلَهُ صورة والدهِ ، نظر اليها مجددًا وقال : إتصلي ، ففتحتَ هاتفِها لتتصلَ على والدتهِ التي كانتَ مبهجةَ اليومَ مع والدِتها تتناولَنَ الافطارِ ، قالت جدتُه : ضعيه على المكبرِ عندما تجيبينَ لنعلم جديدهُما ، بالفعل فعلتَ ذلك وقالت ارو عندما اجابتَ : أ - أهلاً مرحبًا حضرةَ المحاميةِ
، كان هو يستمع اليهِا وهو يكبت الحزنَ والالم داخلهُ بغزارةِ ، اكملت قائلةَ : اتصلتُ عليكِ من أجل أن اخبركِ انَ اليومَ وصلنا خبرُ عن السيدِ شينجيروَ
هو في الواقعِ .. حين ترقب سماع هذه الجملةِ لم يتحمل أكثر من هذا فلا طاقةَ لهُ اليومَ ، اثناءَ حديثِها فاجأهاَ ما حدثَ ، انهارَ الآن حقًا وبين يديّ ماتسونو الذيِ بدا بالفعلِ يدمعُ معهُ ومن أجلهِ ...

Sector XVIII Where stories live. Discover now