حٌطام

12 5 21
                                    


تلك اللحظةَ كانت جالسةَ وقد خللت بأصابعِها خصلاتِها ، تهز قدمِيها وتفكر بأمر خروجهِ وحديثهِ انها عبءٌ وانهُ لا احدَ يريدُها ، قُطع الشكُ باليقينِ ! كانت تفكرٌ مثل " عائلتي لا تحبنيَ ، انيَ مكروهةٌ ؟ عبءُ وعالةُ على الجميعِ ، هما ايضًا سيكرهاننيَ قريبًا الَم كانَا بالفعل كذلكَ ، جاء هوَ مارًا من عندِها فسألهَا ان كانت تريدُ الطعامَ لكنها لم تجاوبهُ ، كانت والدتهُ قد رحلت ، عندما سألها مرة أخرى حدقت بهِ ثم صرخت عليهِ قائلةً : يكفيَ ! اصمت لا تتحدثَ معيَ لا اريد شيئًا ، اغرب عن وجهيَ فقطَ ! لا أريدُ ، من بعدها أخذت تدفعه من صدرهِ وهو يمسك معصمِها  هو مصدومٌ من علوُ صوتِها فقال لهَا : ماهي مشكلتكِ ! لم تستمرينَ بالصراخِ ؟ لست أصغر ابنائكِ لترفعي صوتكِ عليّ ! لا تستحقين ما فعلتهُ من اجلكِ ! تعبتُ وانا احاول معكِ ، قالت هيَ : اشتريت هذاَ لأني عبءٌ على والدتكَ ، معك حقُ فأنا لا أستحقُ شيئًا ، سأطلبُ منك ان - اغلقي فمكِ ولا تقوليها -
شدت على قبضتيِها فأخذت تتصرف بعدوانيةِ وهو صابرُ عليهِا ، لم يكن يريد ان يرفع صوته عليها ابدًا لكنها أجبرتُهُ ، لأول مرة يشعُر بأنه يودُ ان يغلق فمها فبعد أن هدأت كانت قد غطت نفسها ونامتَ ، هاتفُها كان في يدِها وهي نائمةُ فأخذه بهدوءِ وفتحهُ عله يعلُم مابها ، واولَ ما وجدهُ هو كتابةٌ كتبتهَا قبل ان تغطَ بنومها :

لا أحدَ يعرف عني شيءٌ ليتني توقفت قبل ان افكر بزيارتهمُ تلك الليلةَ ، لقد اخرجوا ابنهم اللعينَ ولم يفكروا بزيارتِي حتىَ وفوق ذلكَ يجرحوني بقولهمُ اني عبءُ وغير مرغوبةِ ، ولا ارغب ان ينظرَ اليَ هو ووالدتهُ بذات النظرةِ لذلك احاول الإبتعادَ عنهمُ لكنهم لا يتركوننيَ ، للحظات فقطَ شعرت معهم بالامانِ لكنه محقٌ فأنا لا أستحقٌ شيء، اريد ان انفرد ليلاً طويلًا ، المكان بارد ولكن لا يهمنيَ لقد أصبتُ بالفتورِ ، الى متى سيستمرُ هذا الواقعِ لو انني لم ...

نظرَ اليها بأسى وقالَ : الهذَا السببِ اذًا ؟ لقد علمت انهُ شيءِ ما ، أخاها قد خرجَ اذًا ! لقد ارداها الحزنُ ، اعلم انه صعبُ ولكنها اجبرتني ان اغضبَ عليهَا وانا منذ البدايةِ اعلمُ انها لم تكُ في شخصيتِها التي اعتدتُ عليِها ، في منتصفِ الليلِ حيث ناموَا جميعًا كان قد وضع هاتفَها على الطاولةَ فرنَ وكان الاتصال رقمًا غريبًا ، فإستيقظَتَ وأجابتَ وأذ بالمتصلِ والدُها ، هو استيقظَ ايضًا واخذ ينظر اليهِا ليعرف من المتصلُ ، تلقت خبرَ أن شقيقَها تعرض لحادثِ وهو بحاجةِ للدماءِ وهي تطابقهُ فيهِا ، قهقهتَ وقالتَ : أعثر عليهِا اذًا ، لن انقذ حياة من ارادَ ان ينهيَ حياتيَ ، لا صلةَ لي بكمُ بعد الانِ ، وداعًا ! فصلت الخط في وجه والدِها فسألها عن الأمر فأخبرتهُ ، فأشار لهَا ان تنامَ وتتركهمُ ، وضعت رأسها على الوسادةِ فقال لهَا : أعلمُ سببَ تصرفاتكِ التي لا جدوى منهَا أنتِ لستِ عبئًا عليّ ولا على والدتيّ ، كفاكِ اتعابًا لنفسكِ ، كانت هيَ تستمعُ فقطَ حتىَ فاجأتهُ بقولِها : اذًا لستَ تكرهنيَ ، عدل جلسته وقالَ : بالطبعِ لا ! صحيحُ ان بداياتيَ معك كانت وقحةَ كما كنتِ تظنينَ إلا أنيَ لا اكرهكِ ولا افكر بأن انفصل عنكِ لا تذكري هذا مجددًا ، ربما عليكِ ان تزوريَ طبيبةَ نفسيةَ لتقنعكِ بذلكِ ؟ قالت هيَ : سأفعلُ في الغدِ ، طابت ليلتكِ ..... من اجل اسكاتهِ .

Sector XVIII حيث تعيش القصص. اكتشف الآن