فوضويةُ عارمةٌ

14 9 11
                                    


كان قد أمنٍ نفسهُ احتياطَا فغوزوَ ليس غبيًا لأجلِ ان ينصاعَ لأمرأةِ ويأتيَ أعمىَ ، رغمَ انهُ في منتصفِ العمرِ ، مباشرةً هوَ رمى بتلكَ المادةِ ، كانت يدهُ في جيبهِ طوالِ الوقتِ من الأساسِ ، جميعهمُ غطوا أعينهمُ سوى كيوجيرو لايزالُ يحدقُ اليهِ

لكن سرعانَ ما لحقوا بهِ ، كانتِ الاستخبارتيةُ قد تراجعت للخلفِ قليلاً لتمنعِ تلك المادةُ ان تقعَ عليها او تضرَ بهِا ، وجدتَ ان حذائَها عائقٌ لهَا فنزعتهُ ، واذ بهِ يخرجُ بسرعةِ ويهربُ ، فأخذت احدَ كعبيِها ورمتهُ بكل ما اتوتيتَ من قوةِ ولم تكن مركزةً على طريقةِ وقُوفهِا ، فأمالتَ نفسِها جدًا حينما رمت بحذائِها وسقطتَ هنا ضربَت يدها بالارضِ المليئةِ من تلك المادةِ وتداخلتَ الى اعينِها ، بينما حذائُها قد وقعَ على رأسِ غوزوَ مسببًا له المًا فظِيعًا ، وكل كيوجيرو رجالهُ ليلحقوا بهِ ، كان ان يتبعهمُ لولاَ انه رأى حذائَها فتذكرَها وتسآئلَ مابهِا بقيت في الخلفِ وهو يعرفُ انها مندفعةٌ لاجلِ الامساكِ بغوزوَ ؟

التفتَ ورآهاَ تحاولُ مسحَ اعينِها وقد بدا لهُ انها تتألمُ ، وقفَ لايدريَ هل يعودُ من أجلِها او يتركُها ؟ ان تركهَا فلابدَ انها ستقعُ فيَ ورطةِ وسيكونُ انانيًا بنظرِها وان ساعدَها لعلهَا تنفعهمُ اكثرَ من الآنِ ! فإختار العودةَ لهَا ، جاءَ مسرعًا الى مستواها يقولُ : أنتِ بخيرٍ ؟ هل عيناكِ تعانيَ من شيءٍ ؟ قالتَ وهي مغمضةُ العينيِن والدموُع تسيلُ : لقد اصابتَ عينيّ تلك المادةِ ، هو فتحَ عينيهِ بصدمةِ ! يعلمُ انها خطيرةُ على البشرةِ فما بالهُا بالعينِ ! وقفَ بسرعةِ وهو لا يريدُ ان يخيفهَا ، ساعدَها ان تقفَ ورغم الالم الذي تعانيهِ كانت هادئةً ، وقفَت وربطتَ خصلاتِها الى الاعلىَ ، امسكت بيدهِ ليدلَها على دورات المياةِ لغسلِ وجههِا ، كان يساعدهُا في غسل وجههِا وفي الحقيقيةِ لم يكن سوى يغرقُ ثيابهَا فقالتَ : اغرقتنيَ توقفَ ! فقط لا تذهبَ عنيَ لا استطيعُ أن أرى ، واذ بها تفتحُ عينَاها وهي شديدُة الاحمرارِ ، لكنها لم تتوقفَ ، التفتتَ اليهِ واخذت اللاسلكيَ منهُ وخرجت راكضةً تسألُ اين اصبحواَ

وهو ينظُر الى مَا فعلته وهو يرفعُ حاجبًا ويدليَ الآخر ، دقيقةُ مضت ولم يعد يراِها الا في الجهةِ المجاورةِ فقالَ في نفسهِ : ما أسرعَها هذا وهيَ كانتَ ترتديَ حذائًا أطولَ من ذراعِيَ ، عَشَقَ سلاحهً واستلمَ موقعهُ الآن وذهب اليهمُ ، لقد لاذ غوزوَ بالفرارِ هذه المرةَ ايضًا ، ولكن سيُمسَكُ بهِ ولو بعدِ حينِ ، والدتهُ كانت تمسكُ بأدلةٍ مصورةٍ لقضيةِ جوستانِيا اراوزِ ، امرأةُ شابةُ تورطتَ بدفعِ وادخارِ مبالغَ كبيرةِ ، كل ليلةِ مبلغُ اكثرُ مما قبلهُ ، وترتادُ حانةِ معينةِ لوقتٍ ثم تخرجُ خاليةَ الوفاضِ رغمَ انها كانت تدخلُ هناك بأموالٍ مهيبةِ ، كانتَ الاستخباراتُ تحققُ في موضوعِها ايضًا للصدفةِ !

فشلتَ المهمةُ ولم يمسكوا بغوزوَ ، عادوا غاضبينَ وكيف به يهربُ بهذه السرعةِ ؟ ركبوا الآن سيارتهمُ عائدونَ الى المركزِ ، لكن الاستخباراتيةٌ لم تكن لتضحيَ بأعينِها ، لقد ذهبتَ الى المشفىَ رفقةَ شوروَ ، للأسفِ توجبَ عليها وضعً ضمادِ يغطي عيناهاَ بعد اذ تلقتِ العلاجَ ، فكانَت عندما عادتَ الى المركز الجميعُ مصدومُ مما حدثَ لكنها مع ذلكَ بخيرٍ ، جاء أحدُ رجالِ المراقبةِ باتصالٍ مع المركزِ ونُقلت لهُ معلوماتِ عن امرأةِ تدعى جوستِيانا اراوزَ وانها وكلت محاميةَ ، هنا دقَ قلبهُ خوفًا ان تكونَ المحاميةُ هيَ ... أما والدتهُ فلقد رفضتَ تلقي القضيةَ لكونَها محطَ شبهةِ ، وذلك من ذكائِها ايضًا

ارادَ ان يرسل رسالةَ لوالدتهِ ان يمنعهُا لكنه ممنوعُ ان ينشغلَ الآن بأيِ شيءٍ ، وقيلَ أسمُ والدتهِ .. هيَ المحاميةُ ، هنا قالت الاستخباراتيةُ : لجئتَ لهذهِ المحاميةَ المعروفةِ ، بالطبعِ لم تكن لتلجئَ لأحد غيرِ معروفٍ ، قال احدهمُ : هي بعلاقةِ مع غوزوَ ! وهي طليقةُ الآن لم تُمسك بعدُ وقد تكون  .. خطرةً ايضًا

بينما هيَ في الواقعِ قريبةُ من غوزو بالفعلِ ولها سوابقٌ قاسيةُ ، منزلُ المحاميةِ الآن مٌحاطُ بالأرهابيينَ من كل طرفِ فقط لان تلك الامرأةَ عندَها في الداخلِ ! اي انهَا في خطرٍ حقيقيُ محققَ
هنُا شعرت المحاميةُ ببعضِ القلقِ ، فقالتَ : لحظةَ واحدةَ عزيزتيَ اراوزِ سأضعُ منبهيَ على الساعةِ السابعةِ صباحًا ، في الغدِ قضيتنَا لذلكِ يجبُ ان استيقظََ مبكرةً اليس كذلكَ ؟ ابتسمت هيَ وقالتَ : بالطبعِ فقضيتُنا اهم من كل شيءٍ ، بالمناسبةِ أين زوجكِ ؟ نظرت اليِها وحاولت التظاهرَ وقالتَ : انهُ في مكانٍ لا يهمُ معرفتهُ ، مابكِ وكأنكِ ترتقبينَ مجيءَ احدٍ ؟ قالت اراوزَ مضيقةً عيناهَا :

سمعتُ ان لكٍ ابنٌ اينَ هوِ ؟ تظاهرت بالحزنِ وقالتَ : انهُ لا يعيشُ معيَ ولا يتصلُ عليَ ، هذه الليلةَ اتصلُ عليهِ ولا يجيبنيِ ، واصدقاؤهُ في عملهِ لا يجيبوننيَ رغم ان من همُ جالسونَ كانوا على تواصلٍ معيَ ويقولونَ انَ تواصلهمُ معهمُ كذلكَ انقطعَ ، وقد نجحتَ في ابداءِ ملامحِ القلقِ والحزنِ
التفتَت اراوزِ بابتسامةِ الى من كان جانِبها وقالتَ باللغةِ التايلنديةِ : لقد تمكنَ منهم غوزوَ ، كنت واثقةً بهِ ، ثم التفتتَ الى روكا التي فهمت ماقالتَ ، فما بالُها بأن تتحدثَ بلغةِ بلدٍ في ولدت فيهِ من الاساسِ ؟ كانت تتظاهرُ بالاعجابِ على نطقٍها ..

واما عندما قالتَ انها ستضبطُ المنبهَ ؟ لقد ارسلت رسالةَ الى ابنِهَا تقولُ فيهِا : عنديَ امرإةُ تطلبنيَ ان اكونَ محاميتَها واسمهُا جوستانِيا اراوزِ ، وانا رفِض.. ولم ترسل شيئًا بعدَها ، هنا هوَ عندما وصلتَُه رسالةُ والدتهِ نطقَ بخفةِ وصدمةٍ قائلاً : أميَ ! التفتَ اليهَ الجميعُ ينظرون مابهِ ، فتح الكاميراتِ الخاصةِ المربوطةٍ بهاتفهِ موصلاً اياهَا بالشاشاتِ ، كانت يدهّ وقدمهُ ترتعدانِ لمجردٍ رؤية السياراتِ محيِطة البيتَ وفي الداخلِ .. والدتهُ مع تلكَ المجرمةٌ جوستانِيا اراوزِ ، ومع حراسِها .. !

Sector XVIII Nơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ