أصغرُ ابنائكِ

17 4 25
                                    


قالت لهَا : بالطبعِ ، كما تشائينَ يا عزيزتيَ وأنا سأبيتُ معكِ هذه الليلةَ لنعود سويًا غدًا .. ، الآخر النائم في وسط منامهِ راودتهُ احلامُ مزعجُة وكل مخاوفهِ داخلِها ، أنهُ يفقدُ والدهُ وهو لا يستطيعُ الحراكَ او الحديثَ ، يريد بالفعلِ ان يتحركَ لكن لا يستطيعُ فوعى هو بالفعلِ وجلسَ مذهولاً وقالَ : ما هذَا ؟ لقد كنت اشعرُ انيَ مستيقظٌ لكن لا يمكننَي ان اتحركُ ! ذهب من بعدِها الى الحمام وهو فَخِتٌ أيَ شاردً النظرِ قد علقَ نظرهُ في مكان عشوائيّ لمدةِ ، انتهى وخرجَ وأراد انَ يعود وينامَ لكن خرجَ باحثًا عن والدته وتذكرَ انها ذهبت ، هنا جلس يعدُ له اي شيء ليأكلهُ وانتهى الأمر بشطيرةِ بيضّ ، جلس من بعدهِا وقد اوشك الصباحُ على الطلوعِ ، لم يرد ان ينامَ لكثرةِ تفكيرهِ بعدةِ امورٍ
تقدم أمام خزانةِ ملابسهِ وفتحَها وأخرج ملابسهُ النظيفةَ وارتداَها ولكن تلك الندبةَ على كتفهِ اوقفتهُ ينظرٌ اليِها ، انتهى وخرج بسيارتهِ الى المقرِ حيثُ غوزوَ ، وأما الاستخباراتيةُ استيقظتَ ودخلت لتأخذ حمامًا ومن ثم ارتدتَ ملابسِها ولفت خصلاتِها المبلولةِ ورتبتَ نفسَها ، وضعت من مساحيق التجميلِ وخرجت ولكن المحاميةَ قد خرجت قبلهَا الى المحكمةِ ، كانت قضيتُها تيرونَ الطفلُ الذيَ تعرضَ لكل أنواعِ الأذلالِ وتم تشغيلهُ في الشارعِ من قبل عائلتهِ دون السؤال عنهُ وقد تعرضَ لأصاباتِ من قبلِ بعضِ الكِلابِ ، وعائلتهُ في غنى عنهُ ، وقد اعترف الطفل بما يفعلونهُ ليجعلوُه يعملُ والدموعُ في عينيهِ لا تتوقفَ ، ويأتي أخاه الأكبر في منتصفِ الجلسةِ ليقول بغصةِ : ما قالهُ صحيحٌ ، عمري اربعةُ وعشرون عامًا ويفعلون بيَ مثلهُ ، عائلتيَ ، امي وأبيَ لا يهتمون بيَ ولا بهُ ، لقد تعرضنا للذلِ والاهانةِ بسببهمُ ! نجوع نمرض نبكي نتألمُ نُقهر ولا ينظرون لنَا ، حُرمنا التعليم والمدرسةَ ، ولا بطاقة هويةٍ لنا أعيشُ كأني مشردٌ وانا من عائلةِ ايسكوديفارَ !

تخيلت أن ابنهَا مكانهمُ ، للحظةِ فقطَ تخيلتهُ يتحدث بهذه الطريقةِ وهذا الكلامُ والدموع تتصببُ اربعُا مثلهُ ، حنت كثيرًا قلبُها قد فُطر ، هذه المرةُ الدلائلُ معها ، الضربُ الجسديٌ والكدماتُ ، سوء التغذيةِ ونحلُ الاجسادِ ، سواد الأوجه وأسفل العينينِ ، ضدهم جميعًا آل ايسكوديفار ، ومن أول جلسةِ تم الحكمُ بالسجنِ لهمُ وهبِ اموالهم القذرةِ لهؤلاءِ الصبيينِ ، وتوفير مسكنٍ خاص لهمُ بعد ام يتلقوا هوياتهمُ وحقهم في التعليمِ وصحتهمُ الجسديةِ ، مشهد بكائهمِ لن يخرجُ من عقلِها ابدًا
وخرجت من المحكمةِ بمشاعر متلخبطةِ تحمل بداخلِها الكثيرَ من الكلامِ ، الاستخباراتيةُ وصلت بسيارتِها متأخرةً ، لقد أخذها التفكيرٌ بحالها كثيرًا
نزلت دون ان تتناولَ الافطارَ ودخلت الى مركزِ الاستخباراتِ ، بينما الآخر الذي باشر استجوابَ غوزو ، لم يلقى اي نتيجةِ فقط يتلقى الكلام السخيف والسخريةِ والشتيمةِ ، حطم فمهُ بعد ان استفزهُ وطلب منه قائد القوات الخاصة ان يكمل عنهُ ، فذهب الى مركزِ الاستخباراتِ ليأخذ بعدَ العلومِ فلقيها ولكنها لم تنظر اليهِ كانت وكأنها تتجنبهّ ، قال لربما انها في حالة نفسيةِ صعبةِ ولكن تفكيره هذا لم يزدها الا نفورًا منهٌ ، حلت الليلةُ

Sector XVIII Where stories live. Discover now