الخطوة الأولى

797 86 3
                                    

ظل شاهين ينظر إلى حمزه لبعض الوقت ثم قال : أخبرني كم عمرك يا فتى ؟

تردد حمزه في الإجابة ثم قال : تسعة عشر.

بقي شاهين ينظر إليه بدهشةٍ ثم إقترب من حمزه فأمسك بقميصه وقام بتمزيقه قليلاً من الأمام فتعجب الإثنان من تصرفه هذا .

لم يجد ما توقعه فقال : لا قلاده .

ثم تركه وإستدار ليتقدم بضع خطوات وهو يضحك قائلاً : لابد بأني قد فقدت صوابي .

ظلا صامتين وهما ينظران إليه فأكمل : قبل مقتل والدي كانت أمي حاملةً بصبي ولكن أثناء محاولتنا الهرب في تلك الليلة الدمويه كانت متعبةً جداً ولم تتمكن من الركض كثيراً فتوقفت في منتصف الطريق وطلبت من المرافقين أن يأخذونا ويهربوا بنا لحمايتنا من ذلك اللعين .

أغلق قبضته بغضبٍ ثم أكمل : كنت أسمع صراخها أثناء هروبي ولا أعلم ما الذي حدث لها بعد ذلك ، هل حقاً أنجبت ذلك الطفل هل لازالت حيةً أم أنها قُتلت كوالدي لست أعلم .

عاد ليستدير نحوهما ثم قال : كان سيكون قريباً من عمركما لو كان حياً .

تذكر حمزه عندما أخبرهما سعيد بأنه يلقب بحامي الصقر وعندما نظر إليه إدريس في إشارة ليحترس أكثر فقام بخلع قلادته ووضعها في حقيبته .

نظر شاهين إلى حمزه ثم قال : إعذرني على ما فعلت لقد ظننت لوهلة أنك هو فلديك شيء من ملامح والدي .

حمزه : لدي عائله .

نظر إدريس إلى رفيقه بقلقٍ وخوف فنظر شاهين إلى سواره ثم قال : سوار الصقر وقلادة الصقر كلها أشياء صنعها والدي بنفسه لترمز لنا كأبناء الصقر.

إدريس : وأنت ظننته يحملها .

شاهين : تمنيت ذلك .

وِلادَةُ من لم يولد Where stories live. Discover now