الأسف

455 64 27
                                    

عادت شيهانه برفقة خضره ودنيا زوجة صقر من زيارة خالتهم التي اسرعت في الذهاب معهم بعدما سمعوا بما حدث .

جلس صقر بقرب جده الذي انهكه المرض وزاد حاله سوءاً بعد موت إبنه ووريثه الوحيد .

نظر صقر إلى الكاتب الذي كان يجلس مستعداً لتدوين وصية الملك وقد تذكر حديثه مع أوس حيث أخبره بما طلب منه حمزه قوله لكنه تمكن بسهولةٍ من كشف كذبه وجعله يعترف بالحقيقه ليدرك أن كل ما حدث كان بتخطيطٍ من حمزه .

هم بإخبار جده بالحقيقة لكن الآخر قاطعه قائلاً : أولاً إبنتي الغالية ثم إبني الوحيد وريث عرشي والمجرم شخصٌ واحد ، أظنني أستحق ذلك .

نظر صقر إليه فأكمل : لقد تجاهلت مقتل إبنتي لأني لم أرد الدخول في حربٍ ستزهق أرواح الكثير ولم أفكر في البحث عن أبنائها أو الإطمئنان على حالهم على الأقل ،رغم أن حازم كان يرغب بشدةٍ في أخذ ثأر أخته إلى أني منعته والآن هو ذاهبٌ للقائها .

شعر صقر بتأنيب الضمير وهو يسمع تأوه جده الذي كان يقول : آهٍ يا طفلاي سامحاني فلم يبقى لي الكثير من الوقت حتى ألحق بكما .

صقر : لا تقل هذا .

عبد الجبار : أنا عبد الجبار الذي كان الجميع يرتجف لسماع إسمه لم أعد سوى عجوزٍ طريح الفراش لا حول له ولا قوه .

أمسك بيد صقر قائلاً : أنا عبد الجبار حاكم هذه البلاد أتنازل عن حكمي لك يا صقر .

تفاجأ صقر قائلاً : ماذا!

عبد الجبار : خذ بثأر والدتك وخالك حتى لا تتزعزع البلاد ويستهدفها الأعداء أريد أن تبقى دولة أبائي وأجدادي قائمةً بأوج قوتها وعزتها كما كانت دائماً .

صقر : لكن !

شد على يد صقر قائلاً : أنت لست بجبانٍ ولست بضعيف يا بني سأموت مرتاحاً إن عهدت لك برعيتي وبلادي .

صقر : جدي أنا ..

عبد الجبار : أنت حفيدي ، دمائي تجري في جسدك فلترسخ ذكرى جدك ولتكن عظيماً كوالدك .

وصل خالد إلى معسكر شاهين وأخبره بما قاله حمزه .

شاهين : ما الذي يخطط له يا ترى .

بدى إدريس قلقاً وقد تذكر كلام الشيخ محمد عندما فسر رؤيا حمزه ( ستسلك طريق الدم )

فنظر إليه حاتم قائلاً : هل لديك فكرةٌ عما ينوي فعله ؟

إدريس : كلا .

خالد : بالمناسبه .

أخرج رسالةً وقال : إنها من حمزه .

أسرع إدريس في أخذها فقال شاهين : ناولني إياها .

هيثم : إن كان لديه شيءٌ يخبرك به فكان سيرسله لك لا لهذا الفتى .

وِلادَةُ من لم يولد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن