لا تدر ظهرك لي

536 73 14
                                    

بينما كان شاهين جالساً يتأمل سيفه بشرود وقف سعيد بجانبه قائلاً : وصلنا مرسولٌ من أحمد .

مد الرسالة لشاهين الذي فتحها ليقرأها ثم أخفظها قائلاً : يبدو بأن الخطة قد نجحت .

سعيد : هل قُتل علاء ؟

شاهين : إنه مفقود لربما تمكنت فرقة حاتم من التخلص منه وقد أرسلوا سريةً للبحث عنه  .

سعيد : قطعنا أحد رؤوس الثعبان يمكننا أن نعد هذا إنتصاراً لنا .

شاهين : ليس قبل أن يعود حاتم ويؤكد لنا هذا .

سعيد : من الجيد أن أحمد بجانبنا .

إبتسم شاهين قائلاً : معك حق .

فعادت به ذاكرته عندما كان هارباً بعد عدة سنينٍ من الليلة الدمويه يتنقل من مكانٍ لمكان برفقة سعيد والحزن والغضب يملئانه لمقتل عائلته .

سعيد : عليك أن تأكل شيئاً إن أردت الأخذ بثأر والدك فعليك أن تكبر لتبلغ أشدك .

شاهين : هل سيعيد لي الإنتقام عائلتي ؟

سعيد : الصقر لا يترك فريسته تهرب من مخالبه إن لم تثأر لعائلتك فمن سيفعل هل ستترك ذاك الخائن ينجو بفعلته .

شاهين : أريد عائلتي حيه .

سعيد : هذا أمر عليك أن تطلبه ممن سلبه منك .

شاهين : هل تظن بأن أمي وإخوتي قد نجو أيضاً أم أنه أنا وحدي .

سعيد : فلنأمل أن يكونوا كذلك .

وضع يده على رأس شاهين قائلاً : عندما تكبر وتحشد جيشك لمواجهة ذلك الخائن أنا واثقٌ من انهم سينضمون إليك ، حتى ذلك الحين عليك أن تتماسك لتصبح أقوى .

نهض شاهين مبتعداً وبالقرب منهما كان أحمد يجمع الحطب بينما يلعب كلٌ من إدريس وحمزه الصغيران بجانبه ، وفي غفلةٍ من أحمد إبتعد الصغيران ليلعبا بالقرب من بئرٍ كبيره .

أخذ قطة الحطب الأخيرة ثم قال : أظن بأن هذا يكفي لليوم فلنعد لل ...

توقف عن الكلام بعد أن إستدار ولم يجدهما فألقى بالحطب أرضاً وبدأ الركض في الأرجاء بحثاً عنهما بفزع .

صعد إدريس على صخرةٍ قريبةٍ من البئر ليلقي نظرة بينما كان حمزه مشغولاً باللعب بالطين حول البئر فزلت قدمه وهوى على وجهه في البئر ليمسك به شاهين في آخر لحظةٍ ويضعه على الأرض قائلاً : كان هذا وشيكاً ،ولكن أين هي عائلتكما ؟

ضحك إدريس ثم ذهب ليلعب مع حمزه فإعتدل شاهين ليقف قائلاً : كيف لهم أن يهملوا طفلين في هذا العمر ليلعبا في مكانٍ كهذا .

وِلادَةُ من لم يولد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن