الغدر

450 48 44
                                    

أقترب جيش شاهين من المدينة فأقاموا معسكرهم .

بينما كانت فاتنه واقفةً أمام النافذة في الغرفة التي حبست بها وهي لا تزل مصدومةً مما تعرضت له دخل عامر ثم تقدم نحوها ليحيطها بذراعيه قائلاً : إنه قادم .

همس لها : أميرك قادمٌ ليخلصك لكني لن أسمح له بأخذك مني.

بقيت صامتةً بيأس فأمسك بعنقها ليضغط عليها قائلاً : لدي العديد من الأفكار لك سيكون عليك الإنتظار حتى إنتهاء الحرب فلا يمكنني التركيز على شيئين في الوقت ذاته .

نظر إلى النافذة قائلاً : الجو جميلٌ اليوم متفائلٌ بفوزنا بهذه الحرب لذا إنتظريني .

كان إدريس يبحث عن حمزه بعد أن فقده وأثناء ذلك شاهده واقفاً بجانب شاهين وبقيت إخوته حيث كان شاهين يلقي خطاباً تحفيزياً للجنود فورد به ما فاجأ إدريس عندما سمعه يقول : أنا وإخوتي الثلاثه سنعيد مجد والدنا وننتقم من ذلك الغادر .

بدأ الرجال بالتهامس بينهم متسائلين عن الشخص الثالث فأشار شاهين إلى حمزه قائلاً : هذا هو الأمير سليمان تمكن من النجاة في تلك الليلة بمساعدة الحداد خالد وهاهو الآن قد عاد ليقف بجانب إخوته حاملاً إسم والده الملك الراحل .

بقي إدريس مصدوماً حتى أنهى شاهين خطابه وعندما هم بالتوجه نحو صديقه تفاجأ بعددٍ من الجنود الذين أطاحوا به وقيدوه فصرخ قائلاً : ماذا تفعلون حرروني .

نادا على حمزه فنظر إليه الآخر لبعض الوقت ثم أشاح بنظره عنه وذهب برفقة إخوته مما جعله يشعر بالغدر .

إدريس : حمزه !

نظر إلى خالد الذي قال : آسف لا يمكنني فعل شيء .

وضعوا إدريس في إحدى الخيام مقيداً تحت المراقبه بينما إنقسم الجيش إلى قسمين الأول بقيادة صقر وهيثم حيث داروا من خلف الجبال ليصلوا للأسوار الشمالية للمدينة بينما بقي شاهين وحمزه في الجهة الجنوبيه مع جيشهم .

وقف حمزه بشرودٍ فأمسك خالد بكتفه قائلاً : هل تشعر بالندم على قرارك.

حمزه : لابد بأنه شعر بالخيانه .

خالد : هذا مؤكد فقد رميته جانباً بعد أن كان مستعداً ليقاتل بجانبك رغم كرهه للقتال .

حمزه : سأموت في هذه الحرب لكن هو عليه ان يعيش ليكمل حلمه .

خالد : فلتكن متفائلاً قد تعود سالماً .

حمزه : أشك في هذا .

تنهد ثم قال : ان مت هل يمكن أن توصل له رسالتي .

خالد : ألن تراه قبل الحرب ؟

حمزه : كلا لا أريد رؤية نظرات الخيبة في عينيه بعد أن كسرت وعدي له وتخليت عنه.

خالد : قد لا أعود أيضاً وقد تعود انت لتخبره .

وِلادَةُ من لم يولد Donde viven las historias. Descúbrelo ahora