الأدهى

482 60 27
                                    

وقف كلٌ من جعفر وعامر أمام خريطة المملكه بالإضافة إلى أحمد وبعض الوزراء يناقشون الخطط التي سيضعونها للحرب.

شرح أحد المتواجدين الوضع لهم وهو يشير على الخريطة قائلاً: كما توقع ولي العهد لقد رست سفنهم على شواطئ الدولة الحليفه مما يجعلنا نحصر خيارات مسيرة الجيش إلى خيارين الأول عبر الحدود حيث يمكننا مجابهتهم وردعهم والأخر عبر الممر المائي وهو الطريق الأقرب والأسرع إلى المدينه لكن لجوئهم لهذا الطريق سيسبب لهم الكثير من الخسائر حيث يمكننا الهجوم عليهم من جانبي المعبر وإغراق سفنهم قبل أن يصلوا .

جعفر : النصر في صالحنا على كل حال .

عامر : أمتأكد من عدم وجود طرقٍ أخرى .

أجابه : متأكدٌ من ذلك إلا إذا فردوا أجنحتهم وطاروا.

قالها شامتاً في لقب الصقور الذي أعطي لأبناء سليمان وقد ضحك بسخريةٍ فرمقه عامر بنظرةٍ أزالت تلك الإبتسامة عن وجهه ليقول : أعتذر.

عاد عامر لينظر للخريطة بتمعن فقال جعفر : علينا أن نجهز الفخاخ حول الممر المائي ونركز غالبية الجيش على الحدود.

عامر : لا أعرف ثمة شيءٌ خاطئ لن يخططوا للإنتقام كل هذه المدة ليهاجموا بتهورٍ هكذا على الأقل ما كنت لأفعل هذا .

جعفر : لا سبيل آخر أمامهم إلا كما قال هذا الرجل الظريف.

نظر عامر إلى أحمد قائلاً : ما رأيك ؟

أحمد : كما قال سمو الأمير لا سبيل آخر أمامهم لربما قد أعدوا خطةً قد تساعدهم على العبور إلى البلاد بأقل خسارةٍ ممكنه .

عامر : وكيف تقترح قيامهم بهذا .

أحمد : جيش شاهين ، لربما يخططون لحصارنا من الخلف بهجومٍ مفاجئٍ من جيش شاهين .

جعفر : هذا وارد .

بقي عامر يتأمل الخريطة بحيرةٍ و الشك يساوره ثم قال : لن نقوم بإرسال جيشنا للممر المائي سنكتفي بإغلاق الممر حتى لا يتمكنوا من العبور ولينقسم الجيش إلى مجموعتين الأولى تبقى على الحدود والأخرى تحميها من الخلف في حين هاجمنا شاهين على حين غره.

(فيما تفكر يا شاهين واثقٌ بأن لديك سبيلاً آخر للعبور دون مواجهة جيشنا وعلي أن أكتشفه بسرعه) حدث عامر نفسه .

وقف صقر أمام نفقٍ في أحد الجبال وقد إحتشد جيشه خلفه .

هيثم : هذا النفق سيصلنا إلى نقطة اللقاء مع شاهين من دون مواجهة جيش عمر .

صقر : من كان ليفكر في أمرٍ كهذا .

هيثم : لدى شاهين تفكيرٌ عميق وقد أمضى عدة سنينٍ في حفره رغم أنه سيهدم بمجرد أن تنتهي الحرب كما أتفقنا مع لبيب.

تذكر صقر عامر ثم قال : أتمنى ألا تخطر على باله هذه الفكره .

هيثم : عما تتحدث.

وِلادَةُ من لم يولد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن