سر الخاتم

491 65 18
                                    

فتح حمزه عينيه لتقع على شقيقه الذي كان يجلس بقربه بشرود فأبعد عينيه عن الآخر ليعلقها في السقف بهدوء وسكون وكأنه قد فقد القدرة على التفكير أو الحركه فقط الفراغ يسكن روحه وجسده .

بقيا على هذه الحال لعدة دقائق حتى عاد صقر من شروده ونظر إلى أخيه قائلاً : أتشعر أنك أفضل .

بقي حمزه في صمته فقال الآخر : لمَ أبقيت هذا الأمر سراً .

حمزه : وهل أنت مهتم ؟

صقر : ماذا ترى ؟

حمزه : أريد البقاء وحدي .

صمت صقر قليلاً ثم قال : كان والدي يفقد السيطرة على نفسه ويتحول إلى وحشٍ لا يميز صديقه من عدوه عندما يغضب يمكنك القول بأنه يصبح مجنوناً يلهث للقتل تماماً كما حدث معك هذا اليوم .

إبتسم قائلاً : ظننتني الشخص الوحيد الذي ورث هذا الجنون منه لكن يبدو بأنك تشابهني في الكثير من الأمور.

حول نظره ليقع على سيفه الحر الفضي وأمسك به قائلاً : صنع سيفي للقتل، سيفي لا يخرج من غمده إلا ليقتل ، أعطيت هذا السيف لأسلب به الأرواح ، سيفي رفيق الموت، استله لأقتل به ، جميعها عباراتٌ لقننا إياها والدنا مع كل سيفٍ يأمر بصنعه خصيصاً لنا
أتعرف لما جعل والدي لكل واحدٍ منا مقولةً ترتبط بسيفه ؟ لأنه خشي أن يرث أحدنا ذلك الجنون منه لذا أراد أن نتذكر قبل إستلاله ما قد يكلفنا هذا .

حمزه : أهذا سبب إنسحابك من كل شيء هل قتلت شخصاً عزيزاً عليك أثناء نوبة جنونك .

صقر : جابر ابن عمنا عمر كان رفيق دربي وكنا كالتوأم لا نفترق أبداً، نقضي اليوم بطوله معاً منذ ان نفتح أعيننا حتى نغلقها نأكل معاً ، نتدرب معاً ، نمتطي الخيل معاً كل شيءٍ قمنا به معاً.

شاهد حمزه ذكرياته مع إدريس في كلام شقيقه الذي أكمل قائلاً: كان ذلك في الليلة الدمويه كنت في رحلة صيدٍ معه فهجم الجنود علينا وقتلوا العديد ممن كانوا معنا كذلك فعلنا بهم ، كنت أقاتل جنباً إلى جنبٍ معه لكن رؤيتي لرفاقي يقتلون أمامي أثارت جنوني فبدأت بقتل كل من تقع عليه عيني دونما هواده حتى بقيت واقفاً وحدي بين الأجساد المتراميه أو هذا ما ظننته .

شد بقبضته على سيفه ثم أكمل : وقف خلفي وأمسك بكتفي فظننته منهم .

توقف عن الكلام فقال حمزه : قتلته .

صقر : غرست سيفي في جانبه وعندما عدت لرشدي تمكنت من سماع آخر كلمةٍ له ( لماذا !) كان وقعها كالصاعقة علي وفجأة أمسك بي وأبعدني عن طريق سهمٍ كان قد أطلق علي ليتلقاه بصدره ويقع أرضاً قتيلاً .

حمزه : وكيف نجوت حينها .

صقر : كان والدي قد أرسل بعض الرجال الذين يثق بهم لحمايتي وقد جاؤوا في تلك اللحظة ليقتلوا من تبقى ويوصلوني للسفينة التي قامت بتهريبي إلى هنا مقابل خسارة خاتمي .

وِلادَةُ من لم يولد حيث تعيش القصص. اكتشف الآن