اليوم الخامس - حكيم الزمان

791 129 169
                                    

الفصل إهداء ل: adoo_2006

.........

سندس.. هل تذكروني ؟ لقد جاء لي موظف حكومي مصري بالأمس وأخبرني ان اقربائي المصريين لم يكونوا اقربائي حقًا.. فهم أصدقاء لأخي الكبير.. نعم فأنا عرفت ان عائلتي جميعها ماتت في حادث سير:

امي

ابي

اختي

خالتي

خالي

عمتي

عمي

جدتي

جدي

جميعهم كانوا يركبون سيارة وانقلبوا من على الطريق السريع.. وتبقى فقط اخي الكبير الحبيب "لوك" وعدت للندن حتى اقابله ولكن الغريب انه قد مات ايضا وهو قادما الي في حادث سير على الطريق السريع.

اخذت ابكي في الشارع على حالي الغريب.. فأنا أصبحت مثل المشردين الضائعين.. ولقد جائني اتصال من شركة الموديست واخبروني انه يحب ان اذهب لحفل اليوم الخاص بفرقتنا والا سيقومون بطردي.

تسريع للأحداث:

ها أنا اقف على خشبة المسرح وكنا نؤدي اغنية اسمها love story قمت بكتابتها وتأليفها وتلحينها وتوزيعها.. توقفت فجأة عندما لاحظت لوحة ورقية مكتوب عليها:

-اديان.. اتركي فرقتنا المفضلة واذهبي للجحيم-

ولوحة اخرى واخرى واخرى.. مكتوب عليهم:

-موتي اديان-

-اديان نحن نكرهك ايتها القبيحة-

-اديان ستسبب هلاك الفرقة فالتذهب للجحيم المئة-

نزلت دموعي كشلال وغرقت الفرقة والعازفين من خلفنا.. لاحظني ليام من بداية المسرح وانا كنت في اخره.. جاء لي واحتضنني وقال:

"ليس هناك من يمنعك أن تبتسم ، و ليس هناك شيء يَستحق الحزن ، الحياة مُتقلبه وعليك أن تقتنع بأن الماضي مات ، والقادم قد كُتب...فقط ابتسم."

وقال:

"لا تمشي في طريق من طرق الحياة الا ومعك سؤط عزيمتك ؤارادتك لتلهب به كل عقبة تتعرض طريقتك"

نظرت له بكل تأثر وابتسمت بضعف فإبتسم واردف:

"حَين لا تُحب المكان إستبدله ، حين يؤذيك الأخرين غادرهم ، حين تملّ ابتكر فكرة جديدة ، حين تُحبط اقرأ بِشغف ، المهم في الحياة الا تقف مُتفرجاً."

ضحكت وأومأت.. ان ليام هو اكثر شخص حكيم على وجه الحياة.. لقد اخبرني ليلة امس عندما جلسنا وحدنا نتحدث على سطح منزلنا انه قد تعرض لتجربة علمية عندما كان صغيرا.. وكانت التجربة عبارة عن "انسان آلي حكيم عليم عبدالحليم"

ومن حينها واصبح بهذه الطريقة.. ولقد أخبرني أن  هؤلاء العلماء قد اتوا من مكان يدعى "الواتباد"

بدأ الجمهور عندما رأوا ليام يحتضنني في رمي الأحذية والطعام والشراب عليّ.. ولكن ليام الشجاع الحكيم قد حماني واخذ كل هذا على ظهره.

بعد قليل:

جلست في غرفة استراحتي وتركت ليام ليقوم بغسل قميصه.. فتحت هاتفي لأجد الكثير من التعليقات الكارهة لي.. لا اعلم لماذا يكرهوني هكذا! هل لأن صوتي قبيح؟! ام لأنه عندما اغني يسد الحميع آذانهم بسبب النشاز الذي يسكنه؟ ان لأني اسرق اغاني اعضاء الفرقة وانسبها لنفسي؟ اعني ليس لي ذنب في ذلك.

اخذت ابكي وابكي وابكي وابكي وابكي وابكي واصرخ واصرخ واصرخ واصرخ واصرخ واصرخ وابكي واصرخ.

نادى ليام بإسمي وقال لي انه سمعني وقال ايضا:

"يميل الناس إلى المبالغة في كل شيء ، إلا أخطائهم يرونها لا تستحق النقاش."

نظرت له بصدمة.. فإبتسم وقال:

"تحتاج إلى خمسة أمور بحياتك كي تنجح : • الثقة في نفسك • الإصرار على التنفيذ • التفاؤل كل يوم • عدم مقارنة ذاتك مع أحد • تجاهل المحبطين"

ثم تركني وذهب.. عدت لغرفتي ونمت لمدة نصف ساعة.. ثم خرجت لأعود للمسرح مرة اخرى.. ولكني تسمرت مكاني بعدما رأيت ليام مع فتاة من المعجبين.. والغريب ان تلك الفتاة كانت ممن كانوا يشتموني بأفظع الشتائم.

عدت لغرفتي وحاولت الانتحار ولكن العمال انقذوني.

...

بعد خمسون عاما:

مرحبا.. انا اديان.. مازالت اشعر بالحزن لما فعله ليام بي.. كنت انتظره ان يعود لي ويخبرني كم يحبني.. ولكنه لم يعد.

سمعت طرقات على الباب فوصلت اليه في ربع ساعة لأني لا استطيع السير بطريقة سليمة نظرا للسن.

فتحت الباب ببطئ.. ووجدته امامي.. انه هو.. ليام.

"إننا بحاجة للخلافات أحياناً لمعرفة ما يخفيه الآخرون في قلوبهم !! قد تجد ما يجعلك في ذهول وقد تجد ما تنحني له أحتراماً"

نظرت له بعدم فهمت ونزلت دموعنا نحن الاثنان ففسر:

"انا اريد ان اقول لكي الحقيقة يااديان.. انا لم اخنكي.. ان تلك الفتاة كانت تريد ان تأخذ صورة معي فقط.. لم ارد ان اخبركي خلال الخمسون عاما المنصرمة لأن الموضوع معقد وخفت ان لا تصدقيني.. ولكني عدت لأني لا استطيع الابتعاد عنكِ بعد الان"

شهقت وبكيت.. وقولت له:

"ليام؟! اخيرا.. بالطبع انا اصدقك"

ثم احتضنني وقال:

"كُلما زاد العمر ، أيقنا أن تلك الحياة لا تستحق كُل هذا الألم ، ترحل متاعب وتأتي غيرها ، تموت ضحكات تُولد أُخرى ، يذهب البعض يأتي أخرون ، مُجرد "حياة"

ثم وقع فوق كتفي ميتا.. فإرتجفت من الرعب.. اعني هناك جثة تحيط جسدي.. رميت بجسده بعيدا وابتعدت عنه سريعا.. ولكن حركتي المفاجأة كسرت شيئا في ظهري ووقعت ميتة.

....

اخيرا انتهت حلقات الفرقة 😂😂

المقولات اللي فوق مقتبسة 😂😂

قصص واتبادية [كتاب ساخر]Where stories live. Discover now