Part 1

30.3K 762 25
                                    

كنتُ اجلس في احدي ليالي الشتاء القارص استنشق الهواء البارد بعمق ، فكم أحببته وأحببت القشعريرة التي تسري بجسدي فور استنشاقه واستحواذه علي رئتاي وصدري ، أمسكت بكوب القهوة خاصتي وجلست علي الكرسي الهزاز ، اغمضت عيني وأخذت شهيق قوي يجعل الهواء البارد يهشم رئتاي من الداخل ، كان مؤلما لكنني أحببته ، وفاجئتني رائحة القهوة التي امتزجت مع الهواء البارد، مما جعلتني اطير الي عالم آخر بعيدا عن عالمنا هذا ، فتحت عيناي ببطئ لأرتشف بعض القهوة ، حتي توسعت عيناي بتعجب بسبب ما رئيت ، جسم ابيض متوهج كالقمر يجتاح ظلمة الليل ويقفز علي أسطح المنازل برشاقة وخفه! ، ما أدهشني ان برغم المسافة العاليه التي يقفزها هذا الشئ الا أنه لا يسقط ولا يشعر به أحد ! وضعت كوب قهوتي جانبا بسرعه عندما لمحت هذا الشئ يقفز بإتجاه سطح منزلي وكان يفصله عن منزلي بضعة مباني ، صعدت بسرعة لأقف علي السطح ، ويالحسن حظي كان فقط يفصله عني مبنيين لا اكثر " ياالهي انها فتاه ! " تمتمت بهذا عندما لمحت شعرها الطويل الفضي اللون الذي ظهر عندما قفزت من مبني مرتفع الي اخر اقل ارتفاعا وساعدني علي رؤيته القمر الذي اظهر لون شعرها الفضي بشده ، اصبحت قريبه مني... وضعت قدمها بخفه علي سطح منزلي لاشعر ببعض من القشعريره التي اجتاحت جسدي .. وبسبب قربها استطعت ان اري ملامحها اكثر ، شعر فضي حريري وطويل ، لون بشرتها خمري فاتح بدرجه مريحه للعين ، اهدابها طويله وقاتمة السواد كما الحال مع حاجباها ، وايضا جسدها ممشوق بعنايه ، ترتدي فستان باللون الفضي مثل لون شعرها .. "لقد رئيتك " قلت ذلك عندما وجدتها تهم بالقفز مجددا وكانت بالفعل قد ابتعدت عن السطح مسافة نصف متر تقريبا لتتوقف فجأه في الهواء ولوهلة شعرت انها كانت تطير ومن ثم وقفت وعلقت في الهواء البارد ! رمشت لي بذهول ونظرت تجاهي كأنها لم تلحظني من البدايه ثم نزلت الي الارض مره ثانيه وتقدمت خطوة باتجاهي ، " يا الهي !" قلت ذلك عندما رئيت عيناها باللون الازرق كاللون الذي يظهر قبل عتمة الليل بقليل ..! ازرق يحتضنك كالازرق الخاص بمنتصف المحيط ! "م-ماذا ق-قلت؟ " قالت هي ذلك بتردد وبعض من الدهشه " لقد رئيتك وانتي تقفزين من مبني لأخر .. كيف لم تتأذي او كيف لم يلحظك احدهم ؟! " اجبت بتعجب .. ولكنني لمحت بعيناها بعض من الفرحه الغريبه كأنها وجدت مرادها التائه منذ فتره.! اردفت هي وقالت ببعض من الحماس " أرئيتني فعلا ؟" ، اجبت ببعض من المزاح " نعم ، والدليل انني احادثك الان " ثم تابعت حديثي وقلت " من انتِ ؟ " ، ابتسامه كبيره زينت وجهها ثم اخذت خطوة للخلف وهي تقول " ستعرف لاحقا " أجبت بتشوش عندما وجدتها تأخذ خطوة اخري للخلف ومن ثم بدأت تجري بشده نحوي "م-ماذ..." قاطعتني عندما ارتطمت بي بشده واصبح جسدها ملاصق لجسدي ولا يفصلنا انش واحد .. ثم حاوططنا هاله ذهبيه متوهجه ومن ثم شعرت بمعدتي تخرج من مكانها بألم شديد فأغمضت عيني من شدة الألم لمدة عشر ثوان تقريبا وكنت علي وشك التقيؤ.. حتي شعرت بعودة معدتي الي مكانها المألوف وفي تلك اللحظه رائحة الهواء المنعش الممزوج برائحة الاعشاب والنباتات اخترقت انفي ، حتي فتحت عيناي بألم وانا الهث واخذ أنفاسي بصعوبه، فوجدتها تقف بعيدا عني بقليل وتملس بخفه علي يديها التي كانت علي صدري عندما ارتطمت بي ولوهله كانت شديدة الاحمرار كأن وقع عليها شيئا شديد السخونه .. ثوان وكانت قد شفيت تماما ! ، نظرت حولي ووجدتني اقف في غابة ذات اشجار طويله وكثيفه.. ، نقلت نظري اليها وقلت بدهشه ممزوجه ببعض من الغضب " من انتِ ؟؟!! وكيف جئتِ بي الي هنا ؟ّ!! " ابتسمت هي بالمقابل وتنهدت وقالت " انا اليديا اميرة الليكان ..." قاطعتها بسرعه فور سماعي كلمة "ليكان " وقلت بتلقائيه وانا افتح فمي بدهشه " انتم حقيقيون ؟! " ، عقدت حاجبيها باستفهام وقالت " انت تعلم بنا اذا ؟ " ، " نعم ، قرأت عنكم الكثير .. لكن كانت كل الروايات تصنف كخيال او فانتازيا ! " أجبت ومازلت مندهشا هل كل ماقرأته عنهم كان لأناس قابلوهم بالفعل ام ماذا ! انهم حقيقه الان والدليل انها تقف امامي ! " نعم حقيقه " اجابت بينما تهز رأسها ثم تابعت وقالت " وبما انك قرأت الكثير مثلما تقول .. فليس هناك داعي ان اشرح لك كيف جئنا الي هنا .." هززت رأسي وانا اتذكر قواهم الخارقه ، فهم يصنفون كأقوي سلاله علي الارض وايضا اسرعهم ولديهم القدرة علي الانتقال الاني و بلمح البصر ..! " اين انا ؟ " قلت بينما التف حولي ولكن لم اري سوي الاشجار العاليه فقط ، " اهلا بك في ارض الليكان انت في الغابه الشمالية من مجموعة القمر الفضي المتوهج " ، استطردت بسرعه وانا اسال " اقوي مجموعة مرت علي التاريخ ؟ " قالت هي بفخر " نعم " كنت سأسأل شيئا اخر لكن قاطعني صوتها وهي تقول بحزم " كفي اسأله يجب ان نعود " ، سألت بعدم فهم وقلت "الي اي.. " قاطعني مجددا ارتطامها بي ، وثوان اجد نفسي امام قصرنظرت لها بألم وغضب ايضا بسبب هذا الانتقال السريع والالام الذي يحدثها لي ..حتي تنظر لي وتقول " لا بأس ستعتاد الامر " نقلت بصري الي القصر لأجده ضخم باللون الذهبي مختلط بالفضي وايضا بالاسود الداكن مما أعطاه مظهر الشموخ والعظمة وأيضا الجمال ..! وكان يوجد الكثير والكثير من الزخرفه والرسومات الرائعه والمدهشه تجعلك تريد لمسها فقط ، كان القصر يحتوي علي تلك القباب التي تشبه رأس السهم ، جميله جدا تذكرني ببعض الروايات التي كنت اقرأها وايضا ببعض افلام الرسوم المتحركه .. قاطع تأملي صوتها وقد سبقتني ببضع خطوات الي الداخل وقالت " هيا ! " اسرعت خطوتي وتبعتها الي الداخل ، ثم جائت احدي السيدات اعتقد انها في منتصف الثلاثينات وقالت مرحبةً بها وبي " اهلا اميرتي ، واهلا بالزائر ، اتأمريني بشئ؟ " قالت بأدب اعتقد انها تخدم هنا ربما كبيرة الخدم ..لا اعرف حقا فأنا مشوش للغايه أخذ انتباهي صوت إليديا وهي تقول " دعي جون يرشده الي غرفته " قالت ذلك وهي تشير بإتجاهي وهمت بالخروج لكنني استوقفتها بسرعة لأقول " مهلا ، انتِ لم تخبريني لمَ انا هنا ؟ " قالت بينما تتابع سيرها للخارج " سأقابل أحدا اولا ثم سأحادثك لاحقا" ، ومن ثم ذهبت وجاء لي شاب يبدو في مقتبل العمر او قريب من سني تقريبا " هيا يا سيدي سأرشدك الي غرفتك " قال ذلك وهو يرفع يده بإتجاه السلالم الذهبيه حتي اصعد " انت جون صحيح ؟ " سألت بينما هو هز رأسه لي بوديه ، دقيقه وكنا أمام باب أحد الغرف باللون الاسود ، شكرت جون ثم دخلت الي الغرفه .. وجدتها واسعه مطليه بالفضي والاسود يتوسطها سرير فخم كبير باللون الذهبي .. حقا لا اعرف لم الاسود والفضي ، اعلم جيدا ان الذهبي لون الليكان لكن الاسود والفضي حقا لا اعرف ربما لم اقرأ كفايه عنهم ، لكنها تبدو مثل غرف الفنادق الخمس نجوم في عالمنا .. عالم البشر ، جلست فوق السرير وانا اعيد تكرار ما حدث في عقلي .. وانظر حولي واقول " هل انا احلم أم ماذا ..؟! " استلقيت علي السرير بسبب صداع جاء لي بسبب كثرة التفكير والتحليل في ما حدث.. حتي غلبني النوم ...

The Human AlphaWhere stories live. Discover now