Part 26

2.8K 189 36
                                    

Eledia POV 

إذا سألنى أى شخص ما هو أسوء شعور قد يشعر به أحد سأقول الضياع.. الضياع وعدم معرفتك كيف أو لمَ أصبحت أنت وحياتك هكذا..؟ كيف فقدت سيطرتك على أمورك وحياتك ووقعت في الفراغ والفوضي؟ لمَ أصبح طريقك الذي تعرفه جيدا مليئا بالضباب والغموض؟ لمَ روحك أُسرت في الظلام واللا ملجأ ؟ كيف إنتهي بك الحال هزيلاً ضعيفاً غير قادرا علي الوقوف ضد الصعاب التي تواجهك؟ كيف إنتهى بك الحال مسلوب القوة والإرادة والروح هكذا!؟

هكذا كنت أنا ضائعة بين متاهات روحي لا أفهم لمَ كل هذا يحدث معى ، لا أفهم لم حياتى دائما كالجحيم لمَ يسلب منى دائما كل ما أحب وأترك وحدي هكذا! 

ضممت قدماى أكثر الي صدري لأدفئهما لأننى حتما سأموت من شدة البرد ، حاولتُ رفع حرارتي مجدداً لكن بئسا لا أشعر بأي دفء! ، أرجعت رأسي الي الوراء لأسندها علي أحد جدران الكهف وأغمض عيني بأسي لتهرب دمعة منى علي حالى وما أصبحت عليه.. توالت بعدها دموعي بدون سيطرة مني ليعلو نحيبي تدريجيا وانا اضع يدي علي صدري حتي تعالت صيحاتي بقوة ليتتابع بعدها صراخ متقطع مني ليعبر عن مدي إنكساري وخذلانى ..

بعد مايقرب النصف ساعة من نحيبي توقفت عندما آلامتني حنجرتي لأجفف دموعي بيداى ثم أنقلها الي موضع قلبى وأربت عليه بخفوت كأننى أرسل له بعض المواساة فأحيانا لا نجد سوي أنفسنا لمواساة أنفسنا .

توقفت العاصفة الثلجية وتوقفت السماء عن إرسال سيولها الثلجية لأخرج خارج الكهف وأقف حافية القدمين لتُغرس قدماى في الثلوج لأرفعهما مجددا ثم أمد يدي لشعري الملامس لحبيبات الثلج والذي أيضا بلونهما لأرفعه لأعلي لأخذ نفسا عميقا بعدها وأكتم دموعى لإننى أعرف جيدا أن البكاء لن ينقذني من الموت وأعرف أن البكاء لن يدفئ قدماى وايضا أعرف أنه لن يدفء ويروى قلبى الذابل ، لذلك سأوقف بكائي ونحيبي الي حين انتهاء كل هذا .. حينما أنقذ نفسي أولا وأنتقم من أندريا لكسري بتلك الطريقة البشعة.. .

نظرت حولى لأجد شجيرات كثيرة في وسط ثلوج.. قد يكون هذا في اي مكان وفي اي مجموعة!  في مجموعتى ، وعند السايرن وايضا المستذئبين ! كيف سأعرف أين أنا ؟! ، مسحت المكان بعيني مجددا لأبحث عن اي شئ ملفت للنظر ليخرجني من ذلك المأزق ولكن لا شئ فقط ثلوج بيضاء وأشجار عاليه قممها مغطاة بحبيبات الثلج العالقة بأوراق الأشجار الكثيفة.. خطرت فكرة في عقلى ولكنى لا أعرف ان كنت سأنجح أم لا بقواى الهزيلة تلك ..ولكن لا ضرر من المحاولة هرولتُ سريعا الي إحدي الأشجار لأخرج مخالبى ولكن لم يخرج سوي بعض الأظافر متوسطة القوى .. زفرت  بإنزعاج ثم بدأت أتسلق الشجرة الكبيرة ، مخلب هنا وأخر هناك وساعدتني قدمى علي الصعود لأستقر بعدها علي إحدي الغصون العاليه لتسقط علي بعض كتل الثلج العالقة لأنفض رأسي وبعدها أدقق النظر في تلك الغابة من أعلى لألمح شيئا بعيدا عن عيني العادية تلك ! انه دخان نيران وأري أثار لهيب النيران ايضا ! توسعت عيناى بدهشة فأنا أخيرا سأجد أحدا ليخبرني أين أنا !! 

The Human AlphaWhere stories live. Discover now