Part 16

3.3K 230 21
                                    

ذهبت بإتجاه الجنوب فور إشتمامى لرائحة الروجرز لكنها كانت تبعد أميالا عنى ولمعرفتى ان إيفان سيتأخر فأخذت أتمشي قليلا قبل إستخدام سرعتي لأصل الي  ذلك الروجرز وأنتزع لسانه ، رغبت فى الاختلاء بنفسى وبعقلي قليلا بعيدا عن الاحداث المتسارعة حولى ... أنا شخص دائم التفكير ، عقلى دائما منشغل وأعتقد أنني لم أخذ يوم واحد او بضع ساعات علي الاقل كراحة لهيجان عقلى الدائم ، ومنذ ظهور إيفان وهيجان عقلى إزداد أضعافاً ومعه هيجان قلبى ايضا .. فأنا أتسائل كثيرا هل هو سيظل معى ؟ ام سيشتاق لعالمه ويعود ؟ هل سيتقبلني كرفيقته كما انا تقبلته كرفيقي ؟ وإن كان نعم .. فلمَ يماطل في وضع علامته علىَّ ؟ ، هل يحبنى...؟ 

بقدر تشتت وهيجان عقلى بكل تلك الاسئله إلا اننى اخشى إجابتها ... أخشى ان ينكسر قلبى ، وخشيتى من الاجابات جعلتنى أمتنع عن أظهار الكثير من الأشياء له ... فأنا أخاف ان اكشف له عن حبى بوضوح  فيقول أننى لا اعنى له شيئا .. او ان اكشف له انني اتمني ان التصق به للأبد فيبتعد عنى... ، أخاف الخذلان لذلك أبتعد عن كل ما يمكن ان يعرضنى له.. أخاف ان اتعلق بشئ فيفاجئنى بهجره لي ، أخاف ان أدافع عن شئ بإستماته وأفاجئ انه يطعننى في ظهرى .. أخاف الخذلان فهو مؤلم لأقصى درجه ..

ظفرت الهواء وانا ابعد بعض من خصل شعرى للخلف ، وأقول بداخلى ان كل شئ سيصبح على مايرام، بدأت بتتبع رائحة الروجرز من جديد ثم إستخدمت سرعتي لأصل اليه وفي ثوان بسيطة كانت يداى تُغرس في عنقة لتقتلع حلقه بلسانه وانا ابتسم بنصر ، أخذت اللسان وأبتعدت قليلا ثم جلست علي أحد الصخور أنتظر تخاطر إيفان معى لكى اعرف اين سنلتقى ، تناولت بعض الصخور لأقذفها بعيدا بملل حتي جائني تخاطر من إيفان يسأل عن مكانى لأخبره به ودقيقة لأجد ظل ضخم جدا يطغى علي المكان الذي انا فيه لأرفع رأسي سريعا لأعلى لأستكشف ما هذا الشئ الضخم لأفاجئ بطائر العنقاء فوقي ! " يا إلهي! " تمتمت بهذا وانا افتح فمى بذهول من ضخامتها وجمالها فلم يسبق لى رؤية إحداهن وهي تطير من قبل! ، جناحيها كبيران جدا وريشها ذهبى كثيف يضيف لها مظهر الشموخ والعظمه ! كانت هي تلتف حول المكان الذي أقف به لأسمع صياح مهلهل عالى من فوقها لأعقد حاجباي واتسائل " هل بالفعل يوجد شخص حي فوقها ؟ !" فهى تقتل اي احد يقترب منها وأيضا هي تشعل اي مساحة تشعر تجاهها بالتهديد ، كيف واللعنه سيمتطيها أحدهم ؟؟ سمعت الصياح مجددا لكن بإسمى !ثم فوجئت بسقوط جسم ما من فوق بسرعه شديده ، أمعنت النظر لثانية لتتوسع عيناى بذعر أنه إيفان بحق اللعنه يسقط من أعلى !! كيف سينجو !! كنت أرتعب أكثر وأكثر بإقتراب إرتطامه بالارض .. اصبحت اراه بالحركه البطيئه وهو يصبح قريب للغاية ، ونبضات قلبى تتسارع بشده لتهرب إحدي الدموع من عيناى بقرب إرتطامه بالارض لأغلق عيناى بشده وتتأهب أذناى لسماع صوت إرتطام شديد يتبعه دماء متناثرة لتتحرك يدي سريعا لتغطية أذنى ثواني وانا اتمزق داخليا لتصوري ماذا سيحدث له .. لكن بدل سماع صوت إرتطام سمعت صياح مهلل من جديد لأفتح عيناي وأرفع بصري سريعا لأجد جناحين سوداوين اللون يخرجان من أضلع إيفان ليطير بهما !! ، كيف وبحق اللعنه يطير ؟؟!! ، توسعت عيناى أكثر مما رأيت لأستند بركبتاى على الارض وهو يهبط بسلاسه من السماء وتتبعة العنقاء لترتكز علي إحدى الصخور  ، نظرت الى الارض بتشوش ورأسى يدور ليأتى هو ويرتكز بركبتيه تجاهى ليقول " إليديا..هل أنتِ بخير ؟؟" رفعت رأسى له لأقول والدموع تخرج من عيناى " أ..أنت إرتطمت بالارض ومِت وانا مغشى علىَّ صحيح إيفان ؟ " ضحك هو وقال " لا ، أنا لم أرتطم بالارض ولم أمت وانتِ بكامل وعيك .. لكن أحببت أن أفاجئك بما أكتشفت لا اكثر .." توسعت عيناى بضيق وذعر ثم ثُرت في وجهه لأنتفض واقفه وأدفعه من كتفه لأصيح به واقول " أتمزح معى بحق اللعنه ؟! أتعلم كيف إرتعبت عليك ؟ أتجد هذا مضحكاً ؟! " كنت أثور عليه وادفعه من كتفه وهو كان مستسلما لى ولا يفعل شئ سوى النظر لعينى .. ربما لدموعى ؟ ، أستمريت بدفعه وانا اصرخ عليه ليمسكني من ذراعي ويقول " لا بأس يا إليديا انا بخير .." قاطعته وهو مازال ممسك بذراعى لأقول " ولمَ فعلت ما فعلت ؟! " دفعته مجددا ليتعثر بحجر ويسقط على الارض وانا أسقط فوقه وترتكز رأسى مابين كتفه وعنقه ، احاول ان أنهض وأرفع رأسى  لأفاجئ به يحاوط خصري بيديه لاقول  " إبتعد أريد النهوض .. " ، رفع إحدي يداه من على خصري لينزل رأسى الي مكانها مجددا ويقول بهدوء " أنا مُرتاح هكذا " ، قاطعته لأقول " ولكننى لستُ مرتاحه " ، تابع بنبرة مسترخية ليقول " أنتِ من كنتِ تدفعيني والان تحملى نتيجة أفعالك . " ، قلت " أتركني إيفان أنا غاضبة منك " ، قال " إذا لنتناقش " ، زفرت الهواء لأسترخي مكانى ليقول هو "  حسنا أعتذر لكِ .. لم أقصد إخافتك .." ، لم أجيب ليتابع " حسنا أمازلت غاضبه ؟ " ، لم اجيب ايضا ليغمس يديه في شعرى ليداعبه بأنامله بهدوء لأسترخى تدريجيا وأحاوط رقبته بيداى لا شعوريا وأتنفس بإنتظام ليقول " أعتذر مجددا يا إليديا " ، لأقول " لا تفعل ذلك مجددا إيفان " ، اومئ وقال وهو لازال يداعب خصلات شعرى البيضاء " أتدرين يمكنني المكوث هكذا باقى اليوم فأنا أشعر بالدفء والراحه بقربك إليديا " ، ابتسمت خجلا لأنغمس اكثر برقبته ليستطرد وهو يقلب وضعيتنا ويستند بيديه  على الارض ليقول " رقبتي أصبحت شديدة السخونه بسبب وجنتيك هاتان " قال وهو يداعب وجنتي بأنامله ، لأنظر له ثم انظر بعيدا  لأقول بإبتسامه خفيفة " كفى إيفان " ، قال ليجذب إنتباهى " أتدرين شيئا ؟ " قلت له " ماذا ؟ " ، قال " لون عيناك كلون منتصف المحيط حقاً ! " ابتسمت خجلا واعتقد ان الفراشات تطير في معدتى الان !

The Human Alphaحيث تعيش القصص. اكتشف الآن