نُقْطَةُ مُشّتَرَكةُ....(ch.14)

448 87 59
                                    

نُقْطَةُ مُشّترَكةُ..... (ch.14)

كتبت: نور كمال

جميعُنا لديّنا تجارب ُمؤلِمة مررنا بها في أوقاتٍ معيّنة سواء في الطفولة... المراهقة... الشباب...وكل تلك التجاربِ هي التي تكوّن خِبرة الشيخوخةِ.

نظرًا لتشابه حياة البشر في بعض الأحيانِ... فقدْ تجدْ شخصًا ما قدْ شارككْ تجربةِ مؤلمة، هذا ما شعرتْ بِهِ جا ميون عندما تمعنت النظر في سيهون.

كَانَ يبدُو محبطًا ومرهقًا.... لا يطيق رابِطة العنُق التي تقيّده، ولا البذلة الرسمية حول جسدِهِ.... هي لا تهتم لأمرِهِ ولكن شعرتْ بالسُوءِ له.... ربما لأنها تشعر بالسوء منذ بداية النهار عندما تلقت اتصال والدتها!!

مضّت نصفُ ساعة منْذ أنْ دَخلَ سيهون وهي ترَاقِبُه يسمعُ شيئًا من خلالِ سماعات الأذن الخاصة بالهاتفِ ويشّربُ حليب الفراولة ببطئِ....لمْ تفكر كثيرًا عندمَا شعرتْ أنْه أوشك على المغادرة، أخذت طعَامُها وذهبت إليه مسرعةََ.

كانَ يهُم بالمغادرةِ ولكنْ استوقفُه جلوسُها بجانبهِ... تحدثَ سيهون بسرعة قائلًا :

-" جا ميون أقسمُ لمْ آتي لمضايقتِك..."
كان سيكمل كلامُه وتبريراتهُ لولا صوتِها الذي قاطعه :" لمْ أسألك... أنا جئتُ لنتشارك الطعامَ سويًا ولكنْ إنْ كنتَ لا تريد.... لا بأس إذًا" قالتها وهي تهمُ بالمغادرةِ عائدة ولكنْ تمسكَ هوَ بمعصمِها وهو يقول :" لا لا لا لم أقصد ذلك...تفضلي بالجلوس ".

لاحظتْ هي أنّ نبرتُه كانتْ جديّة للغاية ويشوبُهَا الحزنُ.... هي لمْ تتحدث معهُ سِوى مراتٍ قليلة ومعدودة ولكنْ كانَ منَ سهلِ استنتاجُ روحه المرحة والطفل الصغير بداخلِه بغضِ النظرِ عنّ مظهرُه الجامدْ من الخارج والهالة المضيئة حوله.

-" يا اللهِي هذا غريبُ بحقِ ؟! " قالتها جا ميون وهي تفتحُ الشطائرَ التي ابْتاعتْها وتعطيهِ واحدةً ليعلقَ هوَ :" ماهو الغريب ؟.... شكرًا لستُ جائعًا" قالها وهو يدفعُ يدَ جا ميون الصغيرةِ بعيدًا لتمسكَ هي يدهُ بالقوةِ وتعطيه الشطيرة دونَ انتظار رده.
قالت جا ميون وهي تتناول شطيرتها بهدوء :
-" تبدو غريبًا اليوم، هذا ما أعنيه، لم تتباهى بنفسِك وتجلسُ هادئًا... هل أنتَ بخير ؟".
-" إنْ كنتِ تعنين هذا حقًا... فلا لست بخير" قالها السيد الصغير وهو يأكل شطيرته بلطف.
-" يمكنك أن تتحدث... أشعر أنني سأفهمك" قالتها جا ميون.

Sehun's pov.

لم أكن أنْوي أن آتي لهذا المطعم في هذا التوقيت تحديدًا... ولكن قَادتني قدمَاي لهُنا دونَ قصدْ... كنتُ أشعرُ بالاختناق ِ منْ كلِ شئ حتى هويتي" السيد أوه سيهون" والأماكنُ الصغيرة هي التي أختبئُ بِها.... كان قرار غير مقصود ولكن من الجيد أنّنِي جئتُ هنا.

قلت لأجيب عنها:" لن تفهمي... مشكلتي معقدة بعض الشئ ولن يفهمها عقلك البسيط".
-"هذه إهانة صحيح.... لقد قمت بإهانتي للتو....أعطني الشطيرة لن تأكل" قالتها هي وهي تأخذ مني الشطيرة.
-"لا لن أعطيها لك... من يعطي هدية لا يستعيدها" قلت وأنا أكمل طعامي لتبتسم هي وتقول :" إذًا يمكنك أن تخبرني بتلك المشكلة ".
-" لا أعرف كيف أشرح هذا ولكن... أنا ولدت في عائلة غنية... غنية لأبعد درجة ممكن أن يتخيلها عقلك جا ميون... عِشتُ حياةً مرفهةً ومميزة عنْ الآخرين... كنت دائمًا أحصلُ على امتيازاتِ في جميع مراحل حياتي... كنت الأفضل والأغنى والأوسم والأكثر حظًا في كل وقت... ولكن هل تعلمين أن لكل شئ ضريبة... مقابل كل هذا دفعت ثمنًا لن يقدره أحد...ولهذا أنا أعاني الآن... أحسدك لأنك بتلك البساطة... تدرسين بهدوء ولديك أصدقاء وتعملين بدوام جزئي.. أتمنى أن أكون في موقعك حقًا ".

Never Been Twin! (مكتملة) Where stories live. Discover now