اضْطِرَابَات...(ch.27)

428 85 185
                                    

اضْطِرَابَات.....(ch.27)

كتبت: نور كمال

سبق لك بالطبع وأن شعرت أنّ بداخلك الكثير تريد أن تلقي به خارجك وتلفظه وتبكي وترتاح، ولكن الكارثة أنك لن تجد من يستمع والأسوأ من ذلك أنت نفسك لا تستطيع تفسير ما بداخلك، هناك الكثير مما نشعر به ولا نجد كلمات لتوصفه بدقة، يبقي بداخلنا إما ننساه أو نتعذب به.

ولكن في ذات الوقت... هناك هؤلاء الأشخاص في حياتك يفهمون لغة قلبك دون أن تترجم للغة اللسان التي تخاطب بها سائر الكون، الأشخاص الرابط بينك وبينهم أقوى من أن تشرحه الكلمات... الرابط بين جي ها وباك ها مماثل لذلك.. كلاهما يشعر بالألم الآن لأجل ذاته ولأجل الآخر.

باك ها لم تتحدث مع جي ها بعد طعام العشاء هي تشعر بها لذا فضلت الصمت حتى اليوم التالي.

استيقظت جي ها مبكرًا مثلما اعتادت خلال تلك الفترة وهمّت لتخرج للخارج بعد أن ألقت نظرة على هاتفها لتجد اشعار جديد على البريد الالكتروني لباك ها، قرأته بهدوء ومن ثم ألقت بالهاتف وهي تمسح وجهها بضيق.

في هذا الوقت أيضًا كانت باك ها قد استيقظت لتستعد ليومها وانتظرت حتى تستيقظ أختها لتبدأ يومها معها.

خرج كلاهما في ذات الوقت ليتقابلا في الرواق بين غرفهم.

-"صباح الخير يا منحرفة... كيف حالك اليوم ؟" قالت باك ها بنبرة مرحة لتكسر حزنها

-"بخير كما ترين...هيا لنتناول الافطار... أريد أن أتناول بيض بنقانق مع الكثير من الخبز الأبيض.." قالت جي ها وعينيها لاتزال ناعسة لتعلق باك ها بتعجب :"تأكلين كثيرًا تلك الأيام... أين الحمية الغذائية والرشاقة والجسم المثالي ؟"

-"ليذهبوا جميعًا للجحيم... تعلمين باك ها كنتِ محقة وهذا نادرًا ما يحدث... الطعام خير من يواسي الانسان... يدفئ القلب " قالت جي ها وهي تستند على الحائط لتعلق باك ها :" حسنًا بالأمس كانت حالتك سيئة لذلك لم أتحدث فيما يخص المشكلة التي تعانين منها...لا تقولي أن كل شئ بخير... تعلمين نحن توآم وأنا أشعر بخصة في حلقي منذ البارحة لا تتحسن مهما شربت الماء لذا... أخبريني ونحن نتناول الافطار" أنهت باك ها حديثها وهي تربت على كتف جي ها وتذهب للمرحاض.

بالأمس كانت تتهرب من لقائه أو التصادم معه، كل ما كان يشغل بالها هو.. هل اكتشف بالفعل ؟ هل لاحظها؟ لماذا اتصل بها في هذا الوقت ؟... فضولها يشتعل بداخلها ومراكز الاستشعار عندها كأنثى تشير بأنها قد فضحت وهو يعلم كل شئ الآن... ستبكي دم بدلًا من الدموع إن كان هذا حقيقي... ماذا ستخبره إذا سألها ؟

أما هو فقد كان مستمتعًا برؤيتها تهرب وعينيها تدور في كل مكان... هروبها يؤكد له أنه على حق.. ولكن لماذا يريد أن يثبت أنه على حق ؟ مادام لا يبادلها لمَ يفعل ؟

Never Been Twin! (مكتملة) Where stories live. Discover now