قدر مؤلم

44 6 2
                                    


PART 17 ( 47 )

يطلق كيلبر رصاصة برأس بيرونا فتسقط مفارقة الحياة بينما ينظران هايدي وجوفاني بأنذهال ، تتلاشى الغرفة وتتحول بالتدريج إلى مكان يقع بداخل بركان ، ينظر كيلبر بتعجب حوله ملاحظاً الحرارة الشديدة التي تعم الأجواء ، يشد انتباهه اصوات صرخات متعددة تنبعث من عين البركان التي تغلي بالنيران المنصهرة

يسير اليها ببطء وبملامح متسائلة بينما يدرك للتو ان سلاحه الذي يحمله بيده قد تلاشى كما الغرفة ، يقترب اكثر واكثر من فوهة البركان التي تستمر بالغليان ، يتوقف فجأة لسماعه صوت فتاة تصرخ قائلة : توقف ؛ يستدير بأتجاه الصوت فيرى من بعيد الفتاة تسير نحوه ببطء ، في الوقت الذي تصبح فيه على مقربة من كيلبر تعتليه ملامح مصدومة مخلوطة مع مشاعر غريبة مشتتة يتجاهلها بقوله : ب..بيرونا ! ، هل هذه انتِ ؟ .

تصل بيرونا لمسافة تبعد 5 امتار عن كيلبر فتقول مبتسمة : من الرائع رؤيتك هنا يا اخي الكبير ، لقد اشتقت لك رغم ان فراقنا لم يستغرق وقتاً طويلاً ، ربما لأني لم اعد على قيد الحياة وادرك بأن رؤيتك اصبحت مستحيلة ، التعرف عليك منح قيمة لحياتي التي كانت تغرق بالفراغ ، لا اشعر بالندم ابداً لأني رافقتك .

يتنهد كيلبر بحزن مكبوت ويجيبها : لقد قضينا مع بعضنا اوقات جميلة للغاية ، لكن بنهاية الأمر لقد قتلتكِ بيدي هاتين ، لا يمكنني السماح لشخص رافقني بالرحيل بكل بساطة ، لا يمكنني تعريض نفسي للخطر ، يجب ان تكون خطواتي مثالية دائماً ، انتِ عارضتيني ، بمكان ما في داخلي ادركت ان رحيلكِ من جانبي يجب ان يكون للقبر ولا مكان غيره .

تسعل بيرونا ثلاثة مرات واضعة يدها على فمها ، تبعد يدها والتي تغطيها الدماء الخارجة من الفم وتقول بصوت متعب : اعلم هذا ، ربما لا تصدقني ولكن كن واثق بأني سامحتك ولا احمل ضغينة ضدك ولو بمقدار ذرة ، مهما فعلت ستبقى اخي الكبير ، حياتي انتهت في اليوم الذي قررت فيه الأنتحار اما ما بعد ذلك فهي حياتك ايضاً ، يجب عليك ان تنهض مرة اخرى ، لم يحن موعد مجيأك إلى هنا ، لا تفكر بالموت قبل ان ترسل اوغاد العاصمة للجحيم ، انتقامك لم ينتهي بعد ، جميع الذين كانوا سبب بتدمير حياتك عليك قتلهم الواحد تلو الآخر ، انا اسامحك على ما فعلته وسأستمر بحبك رغم كل شيء ، بالمناسبة هذا المكان ليس الجحيم ، اظنه مكان غريب وحسب ، ربما ستأتي لجانبي قريباً ، اما الآن فعلي توديعك لأنك لا تنتمي لهذا المكان .

تذهب نحو الأتجاه الذي اتت منه فيحاول كيلبر السير خلفها بينما تسقط دمعة على خده الأيمن يتلوها قائلاً : لا تذهبي ، ما زال علينا التحدث اكثر ؛ في الوقت الذي يقول به تلك الكلمات يأتي صوت من خلفه ويقول : إن سامحتك هي فأنا لم اسامحك اطلاقاً .

كيلبر السفاح - KILBER THE RIPPERWhere stories live. Discover now