يبعث من جديد

154 8 1
                                    


PART 26 ( 56 )

البارت الأخير

•••

في الساعة السادسة والنصف صباحاً وتحت ضوء الصباح الباهت يبدأ يوم جديد على العاصمة الملكية ، التجار استفاقوا ويتناولون الفطور بنية الذهاب لعملهم بوقت مبكر كما العادة في كل يوم .

رغم ضوء الصباح الباهت الذي يضيف لمسة جميلة لنور الصباح الا ان نسمة الهواء الباردة الشتوية هي ما يطغى على شعور البقية ، طلبة الجامعات والمدارس يسيرون نحو جامعاتهم ومدارسهم بأبتسامة بينما يشاهدون السيارات تمر من جانبهم .

ضوء الصباح الذي زرع الأبتسامة على محيى سكان العاصمة ليس ذاته الذي ارتسم على وجه آي الجالسة في منزل اورشليم وجثة الأخير على حجرها في غرفة مكتبه ، النافذة مغلقة والستارة مفتوحة إلى حد النصف ، رغم ذلك هناك ثقوب مختلفة الأحجام بكل انحاء النافذة بسبب الرصاص ، الضوء الباهت الذي يتخلل النافذة يضيف بريقاً مميزاً لدموع آي المنهمرة بحزن عميق للغاية ، الهواء شديد البرودة الذي يلامس جسدها يؤكد بطريقة او بأخرى على شعورها الذي لا يمكن وصفه .

تنظر نحو النافذة بحزن ثم تبدأ ملامحها بأظهار نوع من الغضب تتبعه قائلة : لم يتبقى شيء يا عمي ، بضع ساعات فقط وستحرق هذه العاصمة القذرة بضغينة الطبقات المتدنية ، حلمك سيتحقق بكل تأكيد ، سنقتلهم جميعاً وستعتلي الأميرة العرش مستعيدة حق والدها ، تبقى القليل ؛ تنهي كلامها الواثق بمسح دموعها .

بأختلاف عن نظرة البقية لهذا اليوم يقف كيلبر بأعلى مبنى شركة النقل التي تديرها الفتاة التي قتلت والدها وتحالفت معهم مقابل حل ازمة الشركة وقتل بقية المنافسين ، الهواء شديد البرودة الذي بدأ يهب بقوة كبيرة محركاً ملابس كيلبر يذكره بتلك الليالي البشعة الباردة التي غيرت مجرى حياته ، الثلج الأبيض يبدأ بالتساقط بكل هدوء وسكينة فوق المنازل .

تأتي هايدي من خلفه حاملة كوبي قهوة مرتدية معطف من الصوف رمادي اللون وشعرها الأسود مفتوح يتطاير مع الهواء ، تتنهد ليخرج الهواء الساخن من فمها قائلة : يبدو إن الأجواء تذكرك بشيء ما يا كيلبر .

يغلق عينيه ويرفع رأسه للأعلى ، يستنشق الهواء بعمق ثم يخرجه ويقول : رائحة السماء وشكل المنازل والطقس مماثل للأيام التي خسرت بها عائلتي و مارت ، لم اتخيل ان البداية والنهاية ستكون متماثلة لهذه الدرجة .

تبتسم هايدي ثم تقول : ليسوا متماثلين تماماً اذا اعدت التفكير ، كرات الثلج ناصعة البياض كانت بمثابة صافرة انطلاق مأساتك ، بينما اليوم هي صافرة انطلاق مأساتهم .

كيلبر السفاح - KILBER THE RIPPERWhere stories live. Discover now