20- ليلى والذئب

59.5K 5.1K 1.6K
                                    

كان أدهم يقف في شرفته، واضعًا سماعة أذنيه ويتحدث إلى سارة منذ الأربعون دقيقة على التوالي حتى أفحمته بجملتها

"بابا عايز يتعرف عليك."

وقعت على أذنيه كالصدمة، جف حلقه وبدأت ضربات قلبه تعلو وتمتم بصوتٍ مبحوح "أنتِ قولتيله عني؟"

"أيوة قولتله، سمعني بكلمك إمبارح واضطريت أقوله كل حاجة!"

"قولتيله إيه بالظبط؟"

"قولتله اسمك، وسنك، وإن أنا وأنت اتعرفنا على بعض وإنك ..." حمحمت ثم أكملت بصوتٍ خجول "بتحبني وكده .. وهو طلب يقابلك."

تصنم في مكانه وجفت الدماء في عروقه، ماذا يفعل الآن؟ لو رآه أبيها فسيجعل منه عبرة لمن لا يعتبر

"سارة، ثواني جدتي بتنادي عليا، هشوف عايزة إيه وهكلمك تاني، سلام،" تملص منها وأغلق الهاتف بسرعة دون سماع ردها

في مكانٍ آخر حدقت سارة للهاتف بتوتر، ثم نظرت لإيناس صديقتها وهمست بقلق "يعني كان لازم أعمل كده؟"

"آه لازم، افرضي بيضحك عليكِ، وبعدين أهو أتوتر أهو وخلع!"

نفت سارة برأسها وهمت لتدافع عنه وهي تبتلع لعابها بصعوبة "بس أدهم مش كده، أكيد جدته كانت بتنادي عليه فعلًا، أنا متأكدة إنه مش كده.".

في حين هلع الآخر واتصل بأحمد فورًا ليخبره بما حدث فجاءه صمتٌ مطبق من الجهة الأخرى وحين تكلم أحمد كانت جملته "أنت عملت اللي قولنالك عليه؟"

"إيه اللي انتوا قولتولي عليه؟" سأل باستغباء فزمجر أحمد "الزفت النودز؟"

تذكر ذلك الأمر واشتعلت الدماء في رأسه وصاح "لا ما أنا نسيت أقولك، ما أنا مش هعمل كده، فاهم ولا لا؟"

جاءه صراخ الآخر "وأنت بروح أمك فاكرنا مخليينك ترتبط بيها ليه؟ أدهم ماتعصبنيش!"

"قولتلك اللي فيها، وربنا ما هيحصل ولو وصلت إني أروح أقولها على كل حاجة، شوفلك حاجة تانية غير الكلام ده."

"أنت بتحبها ولا إيه؟" سخر أحمد فصمت الآخر مفكرًا وابتلع لعابه ثم أجاب "وحتى لو مابحبهاش، مش موافق."

"يعني بتحبها ولا لا؟"

"مش عارف بس مش موافق."

"طب هنتكلم في الموضوع ده بعدين، قولها دلوقتي إن جدتك تعبت وأنك نقلتها المستشفى وقاعد معاها، وبكده هنكسب وقت.".

أغلق المكالمة مع أحمد وفعل ما قال ولم يكن الأمر بتلك الصعوبة؛ فلقد هلعت سارة وتمنت الشفاء العاجل لجدته وإلخ إلخ من جمل المواساة المعتادة وأنهى معها المكالمة ثم وقف يسحب خصلات شعره الطويلة للخلف ويسند برسغيه على السور الحديدي الخاصة بشرفته حتى خرجت داليا تمسك بسيجارتها المعتادة

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now