41- لا شيء يبقى على حاله

51.9K 5.6K 2.1K
                                    

هاي 😁❤️
لو ناسيين تعملوا vote فأديني بفكركم 😂

__________________________________

في صباح اليوم ترجل أيمن -الضابط الذي حقق مع داليا بالأمس- إلى منزل مصطفى برفقة العساكر وزميله نادر، ثم نظر لمصطفى وسأل "حد دخل الأوضة دي بعد ما هي اتخطفت؟"

أومأ مصطفى فحك الضابط عنقه ونظر يمينًا ويسارًا ليسأل من جديد "حد نضفها؟"

"أيوة، اتنضفت مرتين."

ابتسم الضابط ابتسامة صفراء وشبك ذراعيه أمام صدره ثم نطق بنبرة مستنكرة "مرتين؟ يا صلاة النبي! ده إيه النضافة اللي أنتم فيها دي!"

"هو فيه حاجة في التنضيف حضرتك؟" استفهم مصطفى فصرخ الآخر في وجهه "هنرفع البصمات من المكان إزاي يا بني آدم! ناس دخلت واتنضفت مرتين! ده أنا أنزل أشوف بصمات في الشارع أسهل!"

"يعني حضرتك مش محتاج حاجة من هنا؟"

"مافيش كاميرات مراقبة أو أي حاجة؟" تساءل الضابط من جديد فنفى مصطفى برأسه

ضحك الآخر ونظر للعساكر ثم أشار لهم بالنزول وهو يهمهم "يلا يا ابني أنت وهو."

توقف مصطفى في وجهه "حضرتك مش هتعمل حاجة؟"

"هندورلك عليها يا سيدي ما تقلقش،" تمتم وهم ليتحرك لكن مصطفى أوقفه "إزاي حضرتك؟"

"والله دي بتاعتنا إحنا بقى، إحنا هنعمل تحرياتنا وهنشوف شغلنا، خلاص قدمت البلاغ وقولت أقوالك إنها ماكانتش زعلانة معاك ومافيش مشاكل بينكم واللي خاطفينها طالبين فدية مليون جنيه ونضفت الأوضة مرتين، ده شغلك، ندور عليها إزاي ده شغلنا، ولو حد اتصل بيك تاني ابقى تعالى بلغني، عشان الرقم اللي اديتهولنا مش متسجل باسم حد."

ثم خرج برفقة زميله الآخر وركبا في مقدمة سيارة الشرطة وحينها قد سخر "أنا حاسس إن الموضوع ده مش مظبوط، الرجل ده بيتلجلج وهو بيقول المعلومات اللي عنده."

ضيق نادر عينيه ووافقه "أنا برضه حسيت بكدا، خصوصًا إن بنته قالت إن هو ومامتها كانوا متخانقين بس هو نفى الموضوع ده تمامًا، تفتكر يكون عمل في مراته حاجة؟"

مد أيمن يده إلى مفاتيح السيارة وأدارها ليحرك السيارة وهو يردف "هنعرف.".

دخلت داليا إلى قسم الشرطة في تمام الثالثة عصرًا، ابتسامة واسعة تعلو وجهها المشرق على غير العادة، كانت في كامل أناقتها ببنطالها الجينسي الواسع ومعطفها الأسود الطويل الذي يقبع أسفله سترة صوفية باللون السكري وحذائها الأسود ذو الكعب العالي، وشعرها المصفف بعناية، لم تكن سعيدة هكذا من قبل، وكأن قلبها قد أضاء فجأة وقد خرج النور ليشع على وجهها حتى بدت وكأنها شخصٌ آخر غير تلك البائسة التي يحيط بها الحزن وفقدان الرغبة في الحياة، إنه فقط لمن المذهل كيف يتبدل الإنسان بعد أن يشعر بأنه قد أخذ حقه، وربما لهذا قد طالب الله في كتابه العزيز بالقصاص حينما أخبرنا {ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب.} .. وبالرغم من كونها لم تكن هي من اقتصت لنفسها لكنها ما زالت تؤمن بأن الله لا ينسى، وبأنه هو من أخذ حقها من ذلك النذل.

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now