22- خطوبة بالإجبار

60K 5.3K 1.7K
                                    

بعتذر عن التأخير، تلمسوا لي العذر فربما كنت مكتئبة وما زلت 😂💔
____________________________________

كان آمين والد هشام يجلس في غرفته، ممددًا جسده على سريره يستمع باستمتاع لصوت أم كلثوم القادم من جهاز الراديو الذي -وبالرغم من قدمه- ما زال يعمل جيدًا، اليوم يوم أجازته، الابتسامة تعلو شفتيه؛ في تلك اللحظة كان يشعر بالراحة تغنره كليًا، لا يحمل للدنيا هم، هذا حتى طُرق الباب ودخل همه الأكبر في تلك الأيام

عدل هشام من نظارته وحياه كالمعتاد ثم ترجل وجلس أمامه بعد أن استأذنه بإغلاق الأغنية لأن لديه موضوعًا هامًا يجب أن يتكلمان فيه، أخذ آمين نفسًا عميقًا في استعداد لسماع ما يتوقع لسماعه، سيحادثه هشام عن قيس من جديد؛ فلا موضوع يتكلم فيه هشام سوى قيس وليلى مؤخرًا.

أخرج هشام هاتفه من جيبه بثقة وبدون أي كلمة شغل التسجيل الذي سجلته سامية لقيس؛ فهو وبالرغم من كونه لم يفعل معها شيء، لكنه تفوه بالكثير، تفوه بأنه كان ليفعل لو أنه لم يكن في خطبة فتاة أخرى، وهذا إثبات كافٍ على أن قيس ليس بالفتى الحيد الذي يظنه والده.

اصتنت والده جيدًا لتلك المحادثة حتى آخر كلمة بها، وعندما انتهت رفع عينيه لهشام وسأله من أين له بذلك التسجيل؟

أجابه هشام بصدق، بأنه هو من أرسل لقيس بتلك الفتاة كي يثبت له أن قيس وغد، لكنه فوجئ بردة فعل والده الذي صاح في وجهه "يعني من الآخر كده أنت بعتله فتاة ليل عشان يزني معاها، صح كده؟ أنا فهمت صح؟"

جف حلقه وابتلع لعابه ولم يمتلك إجابة فأكمل والده "يعني من الآخر كده قواد؟"

"يعني أنت سايب كل حاجة وماسك في اللي أنا عملته؟" نهض يصرخ فنهض له والده ورفع سبابته في وجهه قائلًا بنبرة صارمة

"كلمة كمان وقسمًا عظمًا ما هراعي إنك كبرت، وامشي غور من وشي، أنا مصدوم فيك، وبعدين الولد ما عملش حاجة، ما كلنا إتشاقينا وأحنا صغيرين، هنجلده يعني؟ أهو ربنا تاب عليه وأنت اللي بقيت بتعمل حاجات قذرة."

صك على فكيه بغيظ واشتدت قبضة يده على هاتفه حتى كاد يتفتت أرضًا، لكنه أخفض رأسه بإذعانٍ لوالده الذي حقًا يهابه ولم يجرؤ على التفوه بحرف، ثم سارع بالخروج من الغرفة وصفع الباب خلفه، لكنه عاد بعد خمسة دقائق وفتح الباب على مصراعيه وصرخ

"طب قسمًا بالله الخطوبة دي ما هتتم إلا على جثتي وهي ركبت في دماغي بقى.".

في مكانٍ آخر كان أحمد يجلس بجانب أدهم على سريره، يشاهدون مسلسل "Friends" الذي أصر أحمد على مشاهدته بعد أن جاء يبيت مع أدهم الذي سافر جده وجدته للمزرعة لقضاء أسبوع هناك.

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now