5- فتيان مهذبون

67.4K 5.7K 1.7K
                                    

بارت طويل 😂❤

___________________________________

وقف قيس وأحمد أمام باب المنزل الواقع في حي شبرا والذي أخذوا عنوانه من هشام، هذا منزله، وهما هنا للمذاكرة لأجل المشروع اللعين على الرغم من ظنهما بأن هذا المشروع لن يفيد بشيء ما دام دكتور مصطفى هو مشرف القسم

" أومال فين الواد أدهم؟ " تساءل قيس فنظر أحمد نحو ناصية الشارع ثم أجاب " هو على طول بيتأخر في مواعيده، تلاقيه في السكة. "

صعدا بتردد في ذلك السلم الضيق حتى وصلا إلى الدور الأول حيث تقبع شقة هشام.

استدار أحمد لقيس وبدأ بتنبيهه " بص، عايزين نبان محترمين قدام الناس، ماشي؟ هشام شكله متدين وأكيد ده انعكاس من عيلته، يعني لازم نبان قدامهم مؤدبين. "

قلب قيس عينيه بضيق فأكمل الآخر " ده بعد إذن قلة الأدب اللي جواك طبعًا! "

" حاضر، همثل أني ابن ناس، " سخر قيس وهو ينظر بعيدًا فرمقه أحمد بدون فهم وسخر

" هو أنت ابن شوارع يا ابني! أنت مش المفروض ابن ناس أصلًا وأبوك رجل محترم له مركزه!! "

" ماتقرفنيش في عيشتي بقى بدل ما أفضحكم جوا، انجز مش كفاية داخلين نذاكر!!! " زمجر قيس بإسلوب هجومي فأعطاه أحمد نظرة مقروفة ثم أومأ ومد يده ليضغط على الجرس

بعد دقيقة بالضبط فتحت الباب سيدة كبيرة في السن ترتدي جلباب أزرق اللون وخمار أبيض ووجهها الأبيض المبتسم كان يشع بشاشة

" أكيد أنتم أصحاب هشام؟ " تساءلت فأومأ أحمد باحترام قائلًا بابتسامة هو الآخر " ايوة، إزي حضرتك يا طنط؟ "

بينما قيس وقف متلجمًا خلف أحمد ولم ينطق بحرف لكنه ابتسم بهدوء وأومأ هو الآخر

" بخير يا ابني الحمد لله، اتفضلوا .. هشام كان في الحمام بس فأنا فتحتلكم الباب، " أردفت وتنحت عن الباب وهي ما زالت ترمقهما بابتسامة واسعة، يبدوان مهذبان كثيرًا، وهي لوهلة فرحت لأن هذه أول مرة هشام يتحدث عن أصدقاء وما شابه؛ فلطالما كان يفضل المذاكرة بدلًا عن اللعب والتعرف على الأشخاص ولطالما كرهت هي هذا وحثته على مصادقة أي شخص.

خرج هشام من غرفةٍ ما يحييهما ثم عرفهما على والدته " ماما، ده أحمد وده قيس اللي قولتلك عنهم. "

" بتاع النعناع؟ " تساءلت بضحكة وهي تنظر لقيس فتوتر ونظر لهشام متساءلًا ما الذي أخبره لوالدته بالضبط؟

" أيوة يا طنط، دي كانت بنت غلبانة بتبيع نعناع في الإشارة وكده وصعبت عليا فاشتريت منها كل النعناع، " كذب بإحترافية وهو يتقمص الإحترام والتهذيب

" أصلك ما تعرفيش يا ماما قد إيه قيس قلبه طيب وحنين ويساع من الحبايب ألف، " أكمل هشام الكذب ساخرًا وهو ينظر لقيس الذي ضيق عينيه وأرسل له نظرة متوعدة في حين قضم أحمد شفتاه مانعًا ضحكة من الظهور

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now