46- ستة وأربعون

68.6K 7.1K 2.7K
                                    

وقف حارس العقار الذي تقبع به شقة قيس في الزمالك، أمام أيمن الذي رجع بظهره إلى الأريكة وكرر

"يعني قيس كان موجود هو وأصحابه يوم الحادثة طول الوقت في الشقة؟"

"أيوة يا باشا، قيس بيه كان موجود هو وأصحابه هناك طول اليوم وباتوا هناك كمان،" كرر الرجل فأومأ أيمن ثم أشار له بالرحيل.

خرج الرجل بابتسامة واسعة وفور ابتعاده عن القسم كان قد أخرج هاتفه واتصل بقيس ثم وقف يحدثه "أيوة يا قيس بيه، أيوة يا بيه قولتله زي ما سعادتك قولتلي بالظبط، قولتله إنك كنت موجود في الشقة مع أصحابك وماخرجتش منها إلا تاني يوم الضهر."

جاءه صوت قيس من الجهة الأخرى "جدع يا إسماعيل، ليك عندي حلاوة أكتر من الحلاوة الأولانية."

تهلل وجه إسماعيل وأردف "يا قيس بيه مافيش داعي، إحنا في الخدمة دايمًا، ده أنت من أحسن سكان العمارة والله."

ثم أغلقا المكالمة ووضع إسماعيل هاتفه في جيب جلبابه البني وتحرك بعيدًا بفرحة وحماس منتظرًا ما سيغدق عليه قيس من أموالٍ أخرى؛ فلقد أعطاه قيس ألف جنيه ليدلو بتلك الشهادة ويبدو أنه سيأخذ ألفًا آخر عن قريب.

في الجهة الأخرى وضع قيس هاتفه على الطاولة وضحك وهو ينظر للثلاثة أمامه "قولتلكم دكتور مصطفى لابسها لابسها، عشان يبقى يروح يبلغ عننا حلو."

أخذ أدهم نفسًا عميقًا وبدى غير راضيًا ثم همهم "يا جماعة أنا مش مرتاح، حاسس إننا هنتخزوق كلنا في الآخر!"

تبادل أربعتهم النظرات ثم نكزه قيس واستهجن "ما تبطل تشاؤم بقى، هو أنت كل ما تشوف خلقتنا تقولنا مش مرتاح وحاسس بإحساس وحش! ما كل حاجة ماشية زي السكينة في الحلاوة أهي!"

"ما هو اللي قالقني إن كل حاجة ماشية زي السكينة في الحلاوة! العادي إن الحاجات مابتمشيش زي السكينة في الحلاوة، ومعنى إنها ماشية كدا، يبقى السكينة دي هنتخزوق بيها في الآخر!" تذمر وهو يرفع خصلات شعره للخلف

نظر هشام وأحمد لبعضهما ثم تكلم هشام بتردد "أنا شايف إن ممكن الخازوق ده ييجي في دكتور مصطفى، أصله رجل مش كويس وإحنا كانت نيتنا خير، إنما الأعمال بالنيات على فكرة وإحنا كانت نيتنا ننجح الدفعة كلها بس هو نيته كانت إنه يسقطنا."

قلب أحمد عينيه ونهض يعدل من هندام سترته البيضاء وابتسم "فككم، أنا ماشي."

رمقه أدهم بغيظ وزمجر "رايح تقابل البت برضه؟"

قطب أحمد جبينه ومط شفتيه للأمام بتصميم "آه، آه رايح أقابلها، ما تفتكرش يعني إني دايب في دباديب داليا بعد ما رفضتني، أنا هتخطاها وهرتبط بواحدة غيرها عادي يعني! ولعلمك بقى داليا دي مش فارقة معايا ببصلة."

"هقولها،" رفع أدهم إحدى حاجبيه بتحدي وحينها هربت الدماء من وجه أحمد وجف حلقه ورأوا جميعًا صدره يعلو ويهبط نتيجة لتنفسه الذي تسارع فجأة

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now