52- إلى اللقاء

73.6K 6.7K 3.5K
                                    

كان قيس قد وصل إلى منزل هشام فاستقبلته حماته بترحابٍ شديد ثم لمعت عينيها بحماس غريب وتساءلت "ليلى في البيت صح؟"

أومأ لها قيس فابتسمت وأردفت "طب هروح أشوفها بقى لأحسن عمك أمين قالي سيبيهم براحتهم."

توسعت ابتسامته وقال "تنوري يا طنط، طب تستني أخلص اللي في أيدي وتيجي معايا بالعربية؟"

لكنها نفت برأسها وربتت على كتفه بملامح حانية "ربنا يكرمك يا حبيبي، لا أنا هاخد تاكسي وخليك أنت براحتك مع هشام."

ثم راقبها تتحرك بحماس لتدخل غرفتها كي تبدل ملابسها فتحرك هو إلى غرفة هشام ولم يطرق عليها حتى بل فتحها وترجل بملل ليجد الآخر ما زال يجلس أمام حاسوبه ويقرض أظافره، رمى قيس بجسده على السرير فأعطاه هشام نظرة جانبية وسرعان ما عاد برأسه نحو الحاسوب، فسأله قيس "موقع النتيجة لسه ما فتحش؟"

"وقع تاني،" أجابه هشام بضيق وهو ينظر لعلانو٥ التحميل في الشاشة بأمل ورهبة.

وجدوا الباب يُطرَق وبعدها دخل أحمد بابتسامة متوترة على وجهه "ها ظهرت؟"

"لا،" أجابه قيس فارتمى أحمد بجسده إلى جانبه وعلق عينيه هو الآخر على شاشة الحاسوب، لكن بعد قليل كان قد حرك عينيه لقيس وأعطاه ابتسامة خبيثة وهمس "أيوة العريس اللي وشه نور."

ضحك قيس ورمقه بطريقة بلهاء "والله؟"

"بص مش هسألك حصل إيه وكدا عشان هو باين على وشك."

تهللت ملامح قيس أكثر ورفع يده يحك عنقه ولم يتكلم، ربما لم تكن المرة الأولى التي يقترب فيها من أنثى لكن هذه .. هذه كانت مختلفة عن كل شيء، لأول مرة هو يكون مع فتاة يحبها ويحترمها في نفس الوقت، ولأول مرة يكون عالمًا تمام العلم أنه لا يرتكب إثمًا، لأول مرة لا يكون خائفًا من أن يمسكه أحدهم بهذه التهمة أو يعرف أي شخص عما حدث بينه وبين الفتاة، ولأول مرة لا يقتله الذنب بعدها ... كان يرى جملة (الحلال أجمل) كثيرًا، لكنه لم يكن يفهمها .. وهو الآن قد فهم، ولو أن هناك اختيار آخر غير الحلال لم يكن ليختاره؛ لأنه لم يشعر بأي سلام أو سكينة سوى مع ليلى التي ربما أرهقته في بادئ الأمر لكن ... هي تظل السكينة التي لم يحصل عليها قط ولا في حضن أمه نفسها.

في ذلك الوقت كانت أم ليلى قد وصلت إلى شقة ابنتها ورنت الجرس، ودقائق قبل أن تفتح ليلى الباب متهللة "ماما! وحشتيني أوي."

احتضنتها الأم بسرعة ودخلت وأغلقت الباب تتفحص وجهها "طمنيني عليكِ، أنتِ كويسة؟"

أومأت ليلى بابتسامة خجولة "الحمد لله." فتنفست الأم الصعداء وأمسكت بيدها لتسحبها خلفها تهي تقول بنبرة سعيدة "الحمد لله، أنا لقيت جوزك جه لأخوكِ فقولت آجي أشوفك وأقعد معاكِ شوية قبل ما تسافروا شهر العسل."

"ماما تعالي هوريكِ حتة حاجة، اللعبة بتاعة قيس اسمها إكس بوكس، معاها نضارة كدا ثلاثية الأبعاد، بنلعب بيها كل شوية، تعالي لازم تشوفيها.".

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now