26- أمثالنا لا يتغيرون

56.4K 5.2K 1.4K
                                    

سربرااايز 😂✨

____________________________________

كان أحمد يستند على سيارة قيس بجانب هشام وقيس اللذان يتهاوشان كعادتهما، غير أن تلك المرة هو تركهما ولم يعبأ بهما، صب كامل تركيزه على سيجارته التي بين يديه، رأى أدهم يتقدم من بعيد، وجهه بدا عابسًا بشدة، ولقد قلقه منظره هذا فاعتدل في وقفته باهتمام، لكن حين اقترب الآخر فوجئ بلكمة تُسدد مباشرةً إلى وجهه، تحرك وجهه قليلًا للجهة الأخرى وسقطت سيجارته أرضًا وتوقف هشام وقيس عن استفزاز بعضهما ونظرا لأدهم بصدمة.

عاد أحمد برأسه يحدق في أدهم بتيه وبدون فهم ممتزجان بصدمة وإحباط، لم يكن أبدًا سريع الغضب، ولعل هذا ما حافظ على وجه أدهم سليم حتى هذه اللحظة.

"مش هتسألني ضربتك ليه؟" صرخ أدهم في وجهه فنظر له الآخر بهدوء غريب استفزه، ثم نطق "أكيد عندك سبب."

صك أدهم على فكيه بغيظ وزمجر "أنت عملت مع داليا كده ليه؟ أنت مش هتبطل قذارة بقى؟ كام بنت قربت منها وكسرت قلبها؟ أنا كنت بعتبرك صاحبي بس أنا قرفت منك ومن تصرفاتك القذرة."

تجمعت الأنظار حول أربعتهم، كانت ملامح أدهم مشمئزة تنظر لأحمد باستحقار واضح، وكأنه مقروفًا منه

"أنا ما عملتلهاش حاجة!" أجاب وهو يحاول تجاهل تلك النظرات التي يلقيها صديقه إليه

"عملت، أنت عارف كويس موقفها، بس أنت حيوان مايهمكش إلا أنت عايز إيه وبس."

بدأ الغضب يتملك من الآخر وابتلع لعابه بغصة "أنا بعدت عنها عشان عارف موقفها، لو قربت منها هجرحها."

"وأنت فاكر دلوقتي ما جرحتهاش؟ هي مفكرة إن العيب فيها هي!" صرخ ودفعه في صدره فصك أحمد على فكيه وهو يحاول تهدئة نفسه؛ فآخر ما يريده هو الدخول مع أدهم في عراكٍ، لأنه لو فعل حقًا فلن يخرج أدهم من تلك المعركة سليم.

فوجئ به أدهم يُخرج هاتفه ويعبث به حتى أخرج رقم داليا، اتصل بها ووضع الهاتف على أذنه في صمتٍ تام وترقب من جهة أدهم الذي لا يفهم ما الذي يفعله الآخر؟

انتهى الجرس ولم ترد، ضغط ثانية، ثلاثة، أربعة، خمسة .. هي لا تجيب!

"أنت بتعمل إيه؟" تساءل أدهم باندفاع لكنه اصطدم بأحمد يمد يده في بنطاله ويأخذ هاتفه ويفتحه دون صعوبة لأنه بالفعل يعرف رقمه السري

طلب داليا، وحينها أتاه صوتها فورًا، إذًا تجيب أدهم ولا تريد إجابته هو؟

رحبت بأدهم لكنها وجدت أحمد هو من يجيب "أنا مش أدهم، أنا أتصلت بيكِ كتير من رقمي وما ردتيش!"

"ماكنتش سامعة،" أجابت ببرود فابتلع الغصة في حلقه وطأطأ رأسه ثم أردف "أنا متصل عشان أقولك حاجة واحدة بس."

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now