33- بداية العد العكسي

52.2K 5.4K 1.4K
                                    

البارت نزل بدري ودي رسالة لكل الخونة اللي بيقولوا إني على طول بتأخر، يا خونة 😂😂😔

____________________________________

وقف أحمد وهشام وأدهم أمام القاعة التي سيمتحنون بها اليوم أول امتحانٍ لهم، كان هشام يراجع من المذكرات التي كتبها بخط يده ملخصًا لأهم النقاط التي يجب التركيز عليها، والتي حفظها جيدًا عن ظهر قلب. أما أدهم فقد كان يمسك بشطيرة يأكل منها بلا مبالاة وكأن ليس أمامه بعض الوقت على امتحانٍ يُمكن أن يُهان فيه! وأحمد الذي يستند على الحائط وهو يشرب سيجارة بهدوء مراقبًا الطلبة هنا وهناك حتى حرك رأسه لإثنيهما متساءلًا

"هو قيس إتأخر ليه؟"

رفع أدهم كتفيه وأجاب "قالي إنه في السكة." بينما هشام لم يهتم ولم يرفع عينيه عن الورق الذي في يده.

ظهر قيس بعد قليل بابتسامة واسعة متقدمًا منهم، اعتدل أحمد وأدهم في استعداد ليرحبا به لكنه تجاهلهما وأحتضن هشام فجأة "أبو نسب اللي واحشني."

دفعه هشام بعيدًا وسخر وهو يعدل نظارته "وأنت مش واحشني."

"ليه بس! ده حتى شوف جايبلك إيه.." قال وهو يخرج علبة جلدية بدت ثمينة فنظر لها هشام بدون فهم ثم رفع عيناه لقيس الذي فتحها وأخرج منها قلمًا غاليًا "القلم ده عشان تكتب وتلعلع بيه كدا في ورقة الإجابة."

"واشمعنى أنا ما جيبتليش قلم؟!" تدخل أدهم بفمٍ مزموم وهو يشبك يداه أمام صدره ويعلق عينيه المتسائلة على قيس وكأنه كالزوجة الثانية التي أشترى زوجها هدية لزوجته الأولى ولم يشتري لها مثلها.

حك قيس عنقه وحمحم "ما هو .. نسيت .."

"نسيت ليه إن شاء الله؟!"

"قيس، هسألك سؤال وتجاوبه بصراحة .." قال بطريقة درامية جعلت قيس يتشتت بشدة ويشعر كما لو أنه يتم استجوابه بواسطة ضابط في قسم الشرطة!

طالعه بأعين ضيقة ثم أكمل ببطء وهو يتقدم ليقف أمامه "أنت بتحب هشام أكتر مننا؟!"

عقد قيس حاجبيه وشعر بحلقه يجف وتوقف عقله عن العمل وكأنه لا يستطيع استيعاب ما قد قيل له من الأصل! وبمواجهة أعين أدهم فقد ابتلع لعابه لينظف حلقه وسارع بالتحدث بتقطع محاولًا تجميع جملة مفيدة لكنه لم يستطع وكل ما تفوه به هو "إيه؟!"

مد هشام يده بالعلبة لأدهم وأردف "خده يا أدهم مش عايزه أصلًا." لكن قبل أن يلتقطه أدهم كان قيس قد دفع بيد هشام "لا، ده ليك أنت، أنا هشتري لأدهم واحد."

حزنت ملامح أدهم وأشاح بوجهه بعيدًا فقلب أحمد عيناه ثم ألقى بعقب سيجارته أرصًا وهمس له وكأنه يراضي طفلًا صغيرًا "يا ابني تلاقيه بيعمل كدا عشان عايز هشام يغششه جوا."

أخذه هشام على مضض وهو يهمهم "شكرًا عمومًا، سيبني في حالي بقى عشان أكمل مذاكرة."

ابتسم قيس باتساع وأومأ "صح، أنا هسكت خالص أهو وهسيبك تكمل مذاكرة، مستقبلنا يعتمد عليك يا بطل."

أربعة في واحدWhere stories live. Discover now