🥀الفصل التاسع و الثلاثون🥀

263 20 6
                                    


"لا يوجد شئ جميل بشكل مطلق... فقد يبدوا قبيحاً في ظل ظروف معينة"

أوسكار وايلد🥀🥀🥀


"الجمال لا يعني دائما أنه شيئ جيد و ليس كل ما يلمع ذهباً"

روزماري🥀🥀🥀

39
ــــــــــــــــــــــــــــــــــ

"هياااا اتخذوا أماكنكم و لا تتحركوا حتى نصل إلى وجهتنا... هناك عاصفة و يستحسن أن تبقوا هادئين لكي لا تتأذوا عندما تتحرك السفينة بعنف"

صاح ذاك الشاب الذي يبدوا أنه من طاقم السفينة... كان يرتدي معطف سميك أخضر لا يظهر منه غير وجهه المحمر من البرد و عينيه الزرقاوتان الغامقتان و قليل من شعره الأصفر القاتم المختبئ تحت القلنسوة....

اتخذت روز مكان بعيد عن الأنظار و عن أصوات الركاب المزعجة و لكن مهما ابتعدت فضجيج المحركات في كل مكان... جلست على حقيبتها و وضعت الثانية في حضنها و اتكئت ضد الحائط الحديدي بظهرها... غطت شعرها بالقلنسوة و تذكرت القناع الذي أعطاه لها غابرييل... اخرجته من حقيبة الظهر مقررة إرتدائه....

كان مصنوعا من طبقة سميكة و مغلف بقماش خشن أسود... شكله و بكل دقة كان مخيف بحيث جزء سفلي منه جهة الفك حتى الفم مكسور أو أنه صمم حيث يوحي لك و كأنه مكسور... حسنا أمّا تصميم الفم كان و كأنه خاصة دراكولا أسنان حادة دموية كمصاص دماء ملطخة بمادة حمراء كالدم تماما... نصعد للأعلى حيث الأنف و العينين كانوا عاديين لا شيئ مميز من غير اللمحة الحزينة التي تفضي على ملامحه حين ترتديه... حواجب متدلية بحزن و هكذا كان القناع الذي وضعته روز على وجهها و قد ناسبها كثيراً رغم النظرات المستغربة و المتعجبة التي يلقيها عليها الناس بسبب شكلها... أخذت نفسا طويلا تشم من خلاله رائحة غابرييل العالقة في القناع... اغمضت عينيها ليس كي تنام فهي تفتقد لهذه الميزة في جسدها و خاصة عندما تكون محاصرة بالغرباء بل لكي تفكر ماذا ستفعل و أين ستذهب عندما تصل....

فتحت عينيها بإنزعاج على صوت صراخ إمرأة و بعض الأطفال مرتعبين من الجو السيئ.... مرّت ساعتين و هي جالسة تشعر بعظامها مطحونة فرحلة كهذه ليست سهلة على شخص استيقظ البارحة من غيبوبة و لديه ضلع لعين مكسور في قفصه الصدري.. تأفأفت بإنزعاج من الأصوات العالية و وقفت تمدد عضلاتها ببطء... بعد تفكير قامت بإفراغ حقيبتها الثانية في حقيبة ظهرها لكي يسهل حملها و لا تضطر لحمل إثنتان... ارتدها على ظهرها و سارت تخرج من ذاك المكان الذي يشبه المخزن يخبؤون فيه المؤونة و أشياء لا فائدة منها تخص السفينة... فتحت تلك الباب الحديدية الصدئة بصعوبة و خرجت تحت استغراب الركاب و خاصة الرجال الذي ظلوا ينظرون لها بصمت بسبب غموضها و هدوئها الغريب و لم يقترب منها أحد لأنّ غابرييل أوصى القبطان بذلك و أنه إذا تجرأ أحد حتى بالنظر لها نظرة سيئة فسيقوم بتفجيرهم كلهم على السفينة و اغراقهم في عرض المحيط...

we can't change our destiny لا نستطيع تغيير قدرناWhere stories live. Discover now