🥀الفصل الثالث و الأربعون🥀

224 18 5
                                    


‏"إذا كانت علاقتك جيدة مع الجميع، فأنت منافق من الدرجة الأولى."

مجهول🥀🥀🥀

43
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

ذاك اليوم عاشت روز أسوء ليلة منذ قدومها لفرنسا... يومها فقدت ثقتها بمارسيل و بعدها شهدت موت إمرأة لا تعرفها و لكنها شعرت بالشفقة عليها و
على طفلها الذي أصبحت وصية عليه...

في تلك الليلة المشؤومة اتصلت روز بجوانا لتساعدها في قضية ذاك الطفل.... قاموا بنقله للمشفى بعد أن غاب عن وعيه بسبب بكائه الذي لم يتوقف على والدته... أمّا المرأة فقد نقلوها معه للمستشفى ليضعوها في مشرحة حفظ الجثث فبعد بعض النقاش بين روز و جوانا توصلوا لخيار و هو التبرع بأعضائها إذا قبل الصغير بالطبع...

ثاني يوم صباحا اتجهت روز نحو الغرفة التي يمكث فيها الصغير.. دقت الباب و دخلت...

"صباح الخير" هتفت روز ببرود بعد أن وقفت على مقربة من سريره لينظر لها بكره غير مبرر و قال بلهجة لادعة و هو يرسل لها نظرات حارقة استغربتها روز و لكن لحالته لم تعلق "أمي...لم أحضر جنازتها"

حشرت يدها في جيب بنطالها الأمامي و اليد الأخرى كانت على غرتها تعدلها "لم نقم بدفنها بعد"

تأمل شكلها بدون وعي و قد أخافته شخصيتها الغامضة و برودها و طريقة حديثها الخالية من المشاعر ليهتف ببرود و كرهه لها يكبر أكثر " لا تفعلوا الآن... أريد رؤيتها "

"بالتأكيد كما تريد" قالت بتفهم...

"الآن أريد رؤيتها" هتف بأمر بيما قبضته الصغيرة تعتصر اللحاف...

عدلت نظارتها بإصبعها السبابة و الوسطى لتردف "حالتك لا تسمح"

"ليس من شأنك...سأذهب وحدي لو كلفني الأمر" صاح فيها بعناد...

حاولت روز التحكم في أعصابها مع هذا الصبي الذي لا يريد خيراً معها و هتفت بكل هدوء "ليس عليك ذلك... لقد منعتك قلقا على صحتك و ليس لأنني لا أريد"

اشاح بوجهه و هتف بإصرار"لا يهمني ما تقولين كل ما يهمني هو أن أرى أمي "

"حسنا هيا بنا" تنهدت بيأس لتتقدم منه و حملته بين يديها تحت تخبطه و قد خجل من أن تحمله فتاة و هو بعمر الخامسة عشر... خرجت من الغرفة و سارت بكل برود في الرواق الطويل و لم تهتم لنظرات الناس و الممرضين الذي ينظرون لها باستغراب بسبب شكلها فقد ظنوا أنها ستخطف الطفل و لكن التقائها بجوانا في وسط الطريق جعل الانظار تبتعد عنها...

we can't change our destiny لا نستطيع تغيير قدرناحيث تعيش القصص. اكتشف الآن