🥀الفصل الخامس 🥀

566 34 48
                                    

"هل فهمت الآن الحكمة من كون عمر الإنسان لا يتجاوز الثمانين على الأغلب؟!....
لو عاش الإنسان مائتي عام... لجنَّ من فرطِ الحنين إلى أشياء لم يعد لها مكان... "

أحمد خالد توفيق🥀🥀🥀

"و أخيرا"

رافاييل 🥀🥀🥀

05

ـــــــــــــــــــــــــــــــــ

مرّ على حادثة المزاد شهر بأكمله.....تغير فيها الكثير....

كان دانييل دائما ما يسأل تالا عن أحوال روز و التي تخبره أنها لا تعلم شيئا مما يحدث في تلك الغرفة...و التي منذ أن حبست فيها لم تخرج منها لمدة شهر....أصبح رافاييل يعشق تلك الفاتنة بكل ما للكلمة من معنى مع أنه لم يفصح لأحد بمشاعره لأنه لا يريد لأحد أن يعلم...قام بإنشاء غرفة خاصة بتقنيات عالية لا يستطيع أحد الدخول لها و إختراقها....جعل منها ملجئه الوحيد...وضع فيها العديد من الصور لها بوضعيات و تعابير وجه مختلفة عن بعضها.... يتأملها بعشق و هيام حتى أنه ملأ الغرفة برائحة عطرها التي يتخدر من إستشاقها بعد عناء و بحث طويل عنه بنفس المواصفات....أكثر ما يأرق نومه و يشتت تفكيره هو عدم معرفته لما يحدث معها مع والدها العاهر....يقسم أنه سيذيقه الويل إن تمادى في إيذائها...ما يكبل يديه هو أنه ليس له الحق في التدخل بينهما مع أنه يعلم بإشارة من يده سيدفن مملكته التي يفتخر بها تحت التراب برمشة عين....

سام كان ينتظر بفارغ الصبر خروج روز من ذلك السجن ليتفقدها...يكاد يموت قلقا عليها...شهر كامل لم يستطع التواصل معها أو معرفة ما يحصل هناك...كلما يرى السيد توم يدخل هناك يصلي في داخله أن يرحمها....في هذا الشهر ساءت علاقته مع كلارا لا يعلم لما تواصل تجنبه و عدم منحه فرصة معها ليكون علاقة مع بعضهما...لكنه لن يستسلم و سيجعلها تتقبله شائت أم أبت...

آليكس و بريتني يفتقدان روز كثيرا فهي رغم أنها كانت رئيستهم في العمل إلا أنهم يعتبرانها كالأخت و الصديقة.... تركت فراغا كبيراً في أيامهم...عجرفتها و برودها...أوامرها المتسلطة....

كا آليكس يلاحظ أن بريتني أصبحت دائما شاردة و حزينة...الهالات السوداء تغطي أسفل عينيها لم يرد سؤالها لأنه ظن لسبب غياب روز عنهم.....

عند بريتني فهي تعيش حالة من الرعب.... التوهان.... الحزن...الخذلان...الكره...و خيبة الألم....

أما روز التي أصبحت كالجثة الهامدة..بشرة شاحبة دماء جافة بجانب شفتيها و جبينها....عظام وجنتيها بارزة لقلة الطعام...فقد كان يحضر لها ما يجعلها تعيش فقط...فستان ممزق يدلّ على أنه تعرضت للكثير من الضرب.....جسمها تحفة فنية من الخطوط الحمراء و الزرقاء..و لكن هذا لم يكن الجزء الذي يؤلم بالنسبة لها....بل كان ما رأته خلال هذا الشهر من أشياء لم تصدقها....أصبحت مجنونة تتخيل أشياء غير موجودة....يبدو أنه وضع لها مهلوسات في لقمة الطعام الذي كان يتصدق بها لها....عذبها كما لم يعذبها من قبل....كسر لها يدها اليمنى و لم تنسى أصابعها المشوهة التي تقسم أنها ستكون الأصعب لتعود كما كانت هذا إن لم يفت الأوان على مداواتها....
تدهورت صحتها الجسدية و النفسية....أصبحت تتحدث مع نفسها و تهلوس بأمها و تنادي عليها لتنقذها....
أما هو فلم يشفق على حالتها بل كان يستمتع بألمها و رؤية دمائها و صراخها الذي يرضي رجولته كما يظن هو....في إحدى الأيام و هو يقوم بتعذيبها تفاجأ بها ترتجف بشكل واضح...عيناها تتحرك بسرعة في كل الإتجاهات....و الدماء تخرج بغزارة من فمها و أنفها و أذنيها.....بعدها أغمي عليها.....حاول إيقاظها لكن لم تفعل....أحظر لها طبيب ليس رحمة بها بل ليكمل عمله معها.....إكتشف بعدها أنها تعرضت لإنهيار عصبي حاد أدى إلى حدوث هذا معها....مما جعلها تكون في حالة مرضية ملازمة لها و ستتعرض لها كثيرا إن لم تتبع علاج معين لتفادي هاته الحالة..و الذي كان عبارة عن حقنة بها سائل لزج أصفر اللون....

we can't change our destiny لا نستطيع تغيير قدرناWhere stories live. Discover now