🥀الفصل التاسع و الخمسون🥀

231 19 45
                                    

"من يقاتل الوحوش عليه أن يحذر كي لا يتحوّل إلى واحد منهم"


" قد يضطرّ الجنود أثناء محاربتهم للإرهاب أن يتحوّلوا هم أيضًا إلى أشخاص قساة عديمي الرحمة... والأمر ينطبق أيضًا على الحياة اليومية الواقعية بيْدَ أنّ ذلك ليس بالأمر الصحيح... إذا واجهتك مصاعب في حياتك... احرص على ألاّ تجعلك متحجّر القلب بارد المشاعر أو عديم القدرة على إظهار العطف واللطف للضعفاء"

نيتشه🥀🥀🥀

"و لكن من مات في رمشة عين لن يعود أبداً..
يا للأسى أن تكون مغادرتك للحياة بتلك السرعة حتى أنت لن تستطيع مجاراتها... حتى و لو كانت هناك فرصة في أنّك تستطيع البقاء لبعض دقائق فإنّ الروح عندما تشعر بأن الجسد الذي تمكث فيه لم يعد صامداً بما فيه الكفاية ليتابع رحلته في هذه الحياة فلن يكون هناك ما يستطيع ردعها عن الإنفصال عن جسدك الذي عاشت معه كلّ حلوة و مرّة كانت أو حزينة قاسية...
ستستسلم للموت بمجرد أن تدرك أنّ حتى ذاتك و ذاك الصوت داخلك الذي كنت دائما ما تشكي له مواجعك سيأتي يومٌ هو كذلك و يخذلك...
سيخذلك حينما يقدمك للموت بيديه غير سائلٍ عن رغبتك في المزيد من اللحظات معه.... "

وجهة نظر روزماري 🥀🥀🥀

59
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بعد أن خرجت روز من المشفى مخلفة ورائها صدمة دائمة على جوانا ظلّت تركض بسيمون بين الأزقة و الشوارع و يبدوا أنّ العاصفة بدأت هديرها الغاضب مبكرا...

كانت تركض به رغم أنها تريد أن تخرّ أرضاً و تتقيأ كل ما في جوفها... الألم و الإعياء أصبحا لا يطاقان...

توقفت مكانها و كأنها دمية تعطلت عن العمل...
تركت يد سيمون التي كانت تمسك بها بدون إرادة منها لتقرفص أرضاً تضمّ رأسها بين يديها على الأرضية الإسفلتية تشعر و كأنّ سكينا حادة تمرّ جيئة و إياباً على مقدمة رأسها...

تسلسلت دماء دافئة من أنفها تلاها ذاك الصداع الرهيب الذي تكرهه و في خضم صراعها مع آلامها و معاناتها لم تشعر بسيمون الذي إستغلّ ذلك و إبتعد بخطوات خائفة مترددة حتى بات يركض و كأنه يهرب من الموت....

تحاملت روز و قاومت رغبتها في تحرير دموعها و الصراخ بكل ما تملك من قوة بسبب ذاك الألم...
كم أرادت في هذه اللحظة أن تشعر بطيف والدتها يحوم حولها و تضع يدها الدافئة على رأسها لكي تقلل من معاناتها... تغمر وجهها في صدرها الدافئ و تنعم بعبق رائحتها الجميل الذي يجعلها تسترخي حتى و لو كانت تقف في قلب عاصفة...

we can't change our destiny لا نستطيع تغيير قدرناWhere stories live. Discover now