we can't change our destiny لا نستطيع تغيير قدرنا

🥀الفصل الستون🥀

" لقد هُزمنا مِن مَن كُنا نظن بهم خيرًا .. لم تأتِ هزائمنا أبدًا من الأعداء .."

‏دوستويفسكي🥀🥀🥀

"لو تعمق في شخصيتها لرأى كم أنها إنسانة تحتاج للحنان لكي تقدم له كل ما لديها من عطف و حب... و لكن نفوره منها جعلها تقسى عليه تخفي خلف عنفها كل كلمة و لمسة حنونة أرادت تقديمها له...
رأى ليلها المظلم و لكن لم يستطع أن يرى نهارها المشرق..."

ميشال ديلورت 🥀🥀🥀

60
ـــــــــــــــــــــــــــ

لنقل بعد تلك الحادثة تغيرت الكثير من الأشياء بالنسبة للكثير من الاشخاص...

فمن جهة إنتشار خبر أنّ السفاحة الفاتنة هي من كانت تتقمص شخصية آناستازيا على كل لسان أفراد منظمة ميشال و قد إنتشر كما تنتشر ألسنة اللهب بسرعة في أكوام القش اليابس...

و من جهة أخرى بقاء روز في المستشفى لمدة شهر تحت مراقبة مشددة من الداخل و الخارج و التأكد من أنها لن تهرب مجددا من قبل ميشال بنفسه و في كل يوم يقوم بالمرور عليها دون إنقطاع...

سيمون كذلك دخل غيبوبة لمدة أسبوعين و منذ وقتها و هو طريح الفراش شارد في السقف لا يتحدث مع أحد...
هل من الصدمة أم من شيئ آخر...

ليونارد أصبح القائد في مكان كريستيان بطلب رسمي من ميشال و ثم إعلان هذا الخبر منذ أيام...
كريستيان لم يعترض لأنه يعلم أنّ السبب هو ما فعلوه أثناء مهمة الروس بهروبهم دون بقية زملائهم...
كما انّ ميشال لم ينسى أمر هؤلاء الروس العهرة و قد تعامل معهم و ردّ لهم الصاع صاعين...
و أيضا بعد أن إنكشفت روز و لم يعد هناك ما يخفى قام بعقد إجتماع طارئ جمع فيه جميع عملائه و خدمه و لم ينسى أحدا... الخدم... الطباخين... البستانيين... الحراس... مدبّروا شؤون القصر.....

كان هذا لكي يشدّد عليهم و يحرص على أن لا يتفوه أي شخص بكلمة و لو خرج الخبر خارج حدود قصره فستكون نتائخ غضبه عليهم غير سارّة و وخيمة و عقابه لن يعجبهم....

مارڤيل لا تزال سجينة زنزانتها الفردية و لكن هذا لم يمنع وصول تلك الأخبار الساخنة لها..
و هذا جعل جدران الزنزانة تضيق عليها و تتمنى لو تستطيع الخروج و مواجهة روزماري التي كانت تخدعهم بإدعائها أنها فتاة ضعيفة...
كانت تعلم من البدأ أنها ليست كما يظنون فالزعيم لن يخاطر و يضع حثالة مثلها مع النخبة...
و يا للمفاجأة كانت السفاحة بشحمها و لحمها تهزأ بهم و تلعب بأعصابهم كما أرادت...

ميشال و بعد مرور شهر قرر مواجهة روز بعد أن واجه صعوبة في إخماد غضبه إتجاهها فهي بتهورها ذاك قامت بإيذاء نفسها كثيرا و هذا قد زاد عن حدّه... جسدها ليس معدن لكي تضغط عليه بتلك الطريقة...
تلك الرصاصة التي وجدوها في كتفها و الجرح الغائر في راحة يدها مع تلك الكسور البليغة في مفاصل يدها سهروا ليل نهار من أجل علاجها و كم عانى ميشال ليبحث لها عن أمهر الأطباء لكي يعالجوها دون أن يرددوا له عبارات بأنها لن تعود يديها صالحة من جديد...
كان متخوفا من تلك الإجابات و لكن النفوذ أحيانا يجعل المستحيل ممكنا...
و بتفاني لليالي و أسابيع إستطاعوا إنقاذ ما ينقذ و هكذا مرّت الأيام بتعافي روز ترقد على سرير المشفى الذي حفظ جسدها بتلك الهيئة مضمدة الكتف و الذراعين و مجبرة اليدين لا تحركهم أبداً...