الاول

3.3K 94 7
                                    

الابيض يليق بك/ شيار
ــــــــــــــــــــــــــــــ
(الفصل الاول.)

«يقع الطيبون بطريق الطيبات..ويلتقي كل عزيز بعزيز مثله قُدر له منذ أول صرخه بالحياه، فقط ما يختلف هو طريقة لقيانا معاً بدرب الحياه..ولكن بالنهايه..يلتقيا..وتستمر الحياه»

انا شيار..إسمي غريب أعلم..ولكن هذا ما تبقي لي من تلك الليله المشؤمه التي وجدوني بها هؤلاء الذي اعيش بينهم..

حينما كنت إبنة العام ونصف..كما يقولون..أبكي بجانب شجرة التوت بإحدي الحدائق القريبه من هنا..

اتممت الثامنه عشر من عمري منذ شهرين..وبعد مرار من إقناع أبي وأمي أو من تربيت على أيديهم.. ليدعوني أعمل بأي شيء إلا السرقه كما يفعلون بالمواصلات،  والشحاذه بإشارات المرور.. تركوني بعد كم لا بأس به من الضربات.. أعمل كنادلة بإحدى الحانات الليله...حيث المال الكثير كما يزعمون..ولربما أقع بطريق أحد الأثرياء..وأنتشلهم من القاع

مساكين..

لا يعلمون كم اكره هؤلاء، واكره نظراتهم الشهوانيه لجسدي..

ولكن ماذا افعل مجبره..ولا أملك خيار؟

بت أحمل علي عاتقي مسؤلية عائله..

إعاقة والدي عادل بحادث سير..وطفلين صغار..بعمر العاشره..
وام رغم قسوتها الظاهره..في بعض المواقف حنون لا ادعاء…

باتت مسؤليتهم لزاماً علي..فأنا لن ادع اشقاءي يعيشون علي الفتات..ويمدوا أيديهم للآخري لياخذوا الفتات.. كما تأمرهم تلك الحرباء.
اشقاءي ليس لهم ذنباً، وليس لي أيضاً ذنب..انها اقدارنا التي  قد كتبتها الله لنا..فلنرضي..
ورغم كوني عاجزه عن شكره في الكثير من الاحيان..أنا ممتنه لبقاءي للان علي قيد الحياه..

فالف حمداً وشكراً لله..

وقفت شيار امام المرآه..تضع اللمسات الاخيره علي وجهها..وتعدل من شعرها..

اقتربت مهجه والدتها تنظر لها بإنبهار..هاتفه بصدق..

ـ ما هذا يا شيار..لقد اصبحت كما إسمك تماماً بذاك الثوب الأبيض( ملكة الجمال والبهاء..)

ارتسمت بسمه ساخره علي وجه شيار..وهي تسألها بتهكم..

ـ أي جمال وأي بهاء يا مهجة كفاكِ سخريه..كم تريدين من مال؟

هتفت مهجه سريعاً..رغم معاملاتها الجافيه لها ببعض الاحيان..الا انها لا تنكر انها تحبها..ولكن تحب المال اكثر..لذا فلا حاجه للادعاء..

ـ أي شيء يا شيار..نحن جياع..

اخرجت شيار بعض الاموال من حقيبتها ونظرت لهم بحسره..المال يذهب سدي لا بركه به..كأنه إرث حرام..

لململت حقيبتها، وتلمست معصمها تبحث عن ذاك السوار المتبقي لها من الماضي..تحتفظ به بإستماته..كلما كبرت عاماً تذهب للصائغ لتزيده اتساعاً..حتي يلتف علي معصمها..

شيارWhere stories live. Discover now