20

248 17 1
                                    

٢٠

شيار

"انه الحب كذبتنا الصادقة"
#محمود درويش

حملت  شيار حقيبتها سريعًا، واتخذت قرارها يجب عليها الرحيل. لن تكون بخير ما دام طفلها ليس بخير

ارتدت ثيابها سريعًا وتغاضت عن صوت هاتفها الذي لا ينقطع عن الرنين  تمامًا وعلي كل تلك الرسائل والمكالمات التي تأتيها على الهاتف من عامر وعلاء.

واتجهت لوجهتها حيث الخلاص من كل ذلك الألم، وعدم الشعور بالألم والندم حينما اتخذت قرار العودة. لم تكن تتوقع أبدًا أنها ستعود بمفردها. كانت تتوقع شيئًا آخر غير ذلك، ولكن امنياتها مازالت في طور الأحلام.

"ولكنها امنياتنا العالقة دومًا بمنتصف الطرق..منتصف احلام …أحلام نقضي ليالي  طوال بنسجها..ننتظر بشوق موسم الحصاد..ننتظر أن نجني بكل الحب الورود ذو الرائحه الرائعه..ونعد العدة لاستقبالها بكل الافراح...وننسى ونتناسى بطريق حصادها تمامًا اننا كي نجني الورد علينا ان نسير بكل الرضا علي الأشواك؛ لأنها ببساطه ياعزيزي سنة الحياه"

تسللت ببطء إلى الأسفل وأثناء تسللها لمحت شيئا ما. كانت غرفتها هي وهو بالماضي اشتعل الحنين بقلبها لدلوفها. نسج عقلها كافة التخيلات بتلك اللحظه، وودت لو تدفن نفسها حية وترتاح من ذاك العذاب. ذاك القهر وذاك الخيال اللعين الذي تري نفسها دومًا به أسعد النساء وها هي تعيش أتعس اللحظات بالحياة.

تيبست قدمها أمام الغرفه تصارع شوقها وعقلها على المضي قدمًا، ولكنها حسمت الأمر وهي تستنشق أكبر قدر من الهواء قبل أن تدفع باب الغرفه وهي تصبر نفسها بأنها لربما لم تخطِ بقدمها ذاك البيت مجددًاد، إذا فلتحمل بقلبها بعض الذكري، وعبق رائحته قبل الفراق.

ما أن دلفت للغرفه إلا وصدمت بهيئتها. كانت كما هي، كما تركتها قبل أعوام حتى ذاك الشرشف الذي فرشته بنفسها قبل سنتين كان هو فقط غطاه الغبار، وكأن الغرفه منذ رحيلها لم يدخلها أحد قط.

عادت بصدمه لخارج الغرفه، وكأنها تذكرت وانتبهت الآن ذاك القفل الموضوع على الغرفة وكأن احدهم فتحه الآن

شهقت بصدمه وأحدهم يدفعها بكل قوته للداخل مجددًا قبل أن تصدر صوت موجع:
_ ااه
______________

انتفض من نومته الإجبارية مصعوقًا. قلبه وعقله يتصارعان على  ذاك الشيء الذي استمع إليه من الغجريه. لم يعي لنفسه إلا وهو أخيرا يذهب لذاك المكان الذي لم يستطع البقاء فيه لأكثر من دقيقةٍ قبل ساعتين، وخرج مهرولًا، وفكره يدور في ناحية واحدة وهي أن رائحة الذكريات هنا ستنسيه كل كلام الغجريه اللعين، وما كاد يفعله ويفكر فيه.
ولكنه لم يتوقع أن يرى ما يراه الآن ولم يتخيل ابدا سهولة اللقاء، هي هنا أمامه، ويبدو قد قادها الشوق هي الأخرى لذاك الجناح جناحهم الخاص.
كانت هي بحسنها الفتان الذي خطف قلبه مجددًا من اول نظرة. لم يشعر بنفسه إلا وهو يدفعها للداخل يمارس طقوس شوقه عليها بلا استئذان..بل بشوق جارف لها منذ أعوام.

شيارWhere stories live. Discover now