11

302 22 0
                                    

شيار
الأبيض يليق بك ِ
أسما السيد
-----------------

وبعد مرور سنوات منذ اللقاء الأخير، عفواً لم يكن لقاءًا عاديًا، بل كان صفعه قوية من الزمن، صدمة  طبيعية  لسلسلة خيبَات وانهزامات عدة مروا بها ، عدد لا بأس به، من الخذلان والألم، وكسر الوعود وتحطيم الأمنيات ، التقيا معًا بعد أعوام مريرة  من كثرة أوجاعها، وما مروا به يبدو ظاهريًا أنهم نسوا كم العدد..!

ولكنها كانت أيامًا  ثِقال ومرار، ولم تكن سهله أبدًا.

ظاهر اللقاء كان طبيعياً   أناس يعيشون الحياة بعقولهم، ولا تأثير للقلب بحياتهم أبدًا أما باطنه كان انهيار، ضعف وانهزام، وشوق لو وزع على الكون لفاض، حزنٍ عميق سكن الفؤاد منذ أعوام، وعشق خَفي دُفن بالقلب منذ أعوام..
تُري حقاً هل نساه الفؤاد؟!

هم قصة خيالية تخللت الفؤاد، وبداخل كل منهما "هي وهو"  مازالا يتربعان قلوب بعضهم البعض ، كانت حقيقه لا يشوبها رياء..

كل ما مروا به، وما يعيشونه لليوم لم يكن بالحسبان، لم يكن أبداً في مخيلتهم يوماً أن يطول بينهم ذاك الفراق..

و لم يتوقعوا أبدًا أن قدرهم سيكون كتلك الأقدار العجيبه التي ابتلي الخالق  بها الكثير من الأحباء..

العشق رزق، وأجمل الأرزاق هي أن يجمعك الله بمن عشقت بعد فراق، وبعدما يئست أنت من أن تجتمع الأقدار..

الحب لعنه ..ابتلي بها الكثير من الأحياء منذ قديم الزمان...

الحب لعنه..وماأحلاها لعنه حين يجمعك القدر مع من تشتاق..

ليت كل اللعنات بالعالم أجمع..تنتهي بعناق..كعناق الأحباب..!

عادت للخلف متسعة العينين ، وفاههَا اتسع علي آخره من صدمة اللقاء إنه قدرها العجيب مجددا يوقعها فيما لا يطاق.

لا تصدق أنه هو بعد سنوات بعدما تناست، وتأقلمت علي وجع الفراق، والخذلان.. أحقًا هو؟؟

جسدها أصبح فجأه كالهلام، عيناها مثبته بعيناه التي لم تهتز أبدا، وكأن عيونهم في سباق على الثبات وعدم الانهيار.

كسرت هي حاجز الصدمة بصوتٍ خرج مرتجفًا، وهي تهمس باسمه كالمغيبه..

_ رامي؟!

لم يكن هو بأحسن حال منها، أن كانت هي تجاهد للتماسك أمامه ونجحت نوعاً ما، كان هو يكافح بإستماته ليقف ساكناً هكذا، مثبتاً عيناه عليها، القلب وافعاله العجيبه يدفعنا لفعل ما لم نتوقع فعله أبداً، يدفعنا باستماته لكل ما يشتاق له، وحتى أن أقنعنا بالعكس، هو فقط يمضي قُدماً، لا نقدر عليه أبدا ..القلب يميل لكل مايحب غصبًا إن ادعينا الثبات، وبـكل الحب ان حن القَلب واشتاق..

عيناه انتقلت تدريجياً لتراها كيف أصبحت؟ يدفعه الشوق دفعاً؛ ليشبع شوقه المضني لها، عل ذاك اللعين بصدره يهدأ أخيراً بقلبه وقلبها.

شيارDonde viven las historias. Descúbrelo ahora