16

247 15 0
                                    

الحلقه ١٦
شيااار
الأبيض يليق بكِ
_________

"أحبك رغم المسافات، وتلك المشاحنات، ورغم وجع القلب مما فات..أحبك مليء الأرض والسماوات ورغم تلك الموروثات العجيبه والعادات...أحبك وان فرقتنا تلك الدروب الطويله، ولم تجدي طريقاً يعيد الوصال...اعلمِ فقط اني سأحبك للممات"

تنظر لغنيمتها التي حصدتها بنصر، وفرحة عجيبه، غنيمتها التي أخيراً جنتها منهم جميعا، وعلت ضحكاتها، وهي تمسك بيده وتعاونه علي السير، وهو ينظر لها بعبوث طفل وكأنه يشعر أن ما يحدث ليس بخير…
في حين ابتسمت هي  وهمست به، وهي تميل تحمله بين ذراعيها..
_ يا عمري...ياموسي .. أتعلم أنت تشبهه كثيراً..تشبه من اسميتك عليه…

_ موسي الشيخ ..هل رأيته من قبل...حسناً...هيا بنا لأعرفك عليه…
_________

فتحت شيار عينيها مجدداً، تنظر حولها بريبة، هي مؤكد بحلم آخر، حلم اختلفت فيه تلك الألوان القاتمة التي كرهتها بحلمها الآخر، وحلت محلها تلك الألوان الزاهية…

ولكن….!

انتفضت فجأة على تلك اليدين التي حاوطتها بشوق…

_ اشتقتك كثيرا.. كثيراً  يا شيار كيف فعلتِ  بنا هذا ياقلب امك، وابتعدتِ عنا كل ذلك الوقت...

انتفضت شيار تنظر حولها يمينا ويساراً تنظر لوالدتها التي ابتعدت قليلا عنه، إلي أن أصبحت تجلس امامها مبتسمه بشوق. يدها تمسد كف يدها بحنو، ومن حولها كان هم اشقائها  الذين تبناهم والدها من أجلها من قبل..

ابتسمت شقيقتها ريا التي بدت اكبر عمراً وأكثر جمالاً من ذي قبل، ولم لا وهي ماكانت  دوما من قبل اميرتها المدلله.

ابتسمت شيار تلقائياً لها، وفتحت ذراعيها لها، وهي تردد بصدق  وشوق..

_  ريا..ياالهي لقد أصبحت اميرة مدلله حقاً، رباه كم كبرتِ وازددتِ حسنا ودلالاً..عن ذي قبل

شددت ريا شقيقتها الصغري علي أحضانها، وهي بالكاد تخفي دموعها..

_ وأنا أيضا اشتقت لك كثيرا جدا جدا يا شيار..

لتلك اللحظه لا تصدق أن شيار حقاً قد عادت،  شيار ليست شقيقتها الكبري فقط بل هي والدتها التي تربت على يدها، ومن أجلهم كانت تفعل المعجزات..كم بكت طوال فترة غيابها وكم افتقدتها رغم حنان السيده مريم الفياض عليها هي وشقيقها..ولكن لا احد بهذا الكون عوضها عن غياب شيار..

انتبهت علي قبلات شيار لها على وجهها، ويديها المرتفجه التي رفعتها  تمحي دموعها التي هبطت وهي باحضانها..

_ لم البكاء يا رِيا..هل من خطب يا قلب شيار؟

نفت ريا برأسها الأمر وهي تهزها يمنة ويسرة، وغصبت بسمه علي وجهها مردفه بهمس مختنق:
_ لا يا شيار ولكني  فقط اشتقت لك.

شيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن