٢٤

368 39 3
                                    

٢٤
شيار
الأبيض يليق بك
أسما السيد
#########
لا أحد يعلم ما تمر به، لا أحد سيضحي من أجلك ، ويضع نفسه مكانك ويري بعينك كم البؤس التي تعيش فيه، الحياة على شاكلتها تدور لترينا العديد من ألوانها العجيبه. في الغالب الحياة مريرة للكل، لكن لا وجود للتقدير بين الأشخاص وبعضهم البعض..
إن كنت سيء سيرجمونك..وإن كنت طيبًا أيضًا سيلقونك بسهم ألسنتهم إلي أن تمل و تموت بالبطيء، لذا فاحظر من صديقك قبل عدوك واعمل بصمت..فقد تأتيك الضربة علي حين غره دون أن تستعد .
________
_شيااار
صوت صراخه ملأ القصر بأكمله..لا يصدق ما يراه أمامه..هل ببساطه هكذا أنهت حياتها وتركته..؟!
دموع القهر وحدها من خانته وهبطت من بين جفنيه..
قهر استعاذ منه رسول الله صلي الله عليه وسلم، وما أعظم قهر الرجال.

ساعتان مروا هنا أمام غرفة الاسعافات بالمشفى...
لا حديث فقط يجلس منكس الرأس واضعا رأسه بين كفيه. يدعوا الله في صمت، ويتضرع إليه .
لطالما آمن بالمحن، والمآسي، والابتلاءات التي تأتي الإنسان على حين غرة لكن تلك المرة الامتحان صعبا عليه، وكم يدعو الله أن يمر على خير، قلبه يرجف من فكرة رحيلها هكذا.

رغم كل ذاك الحزن الدفين بقلبه منها..إلا أنه لا يستطيع الا عشقها مهما فعلت..

للحظة ظن أنها فارقته مجدداً ولكن ما أن طمأنه الطبيب أنها مازالت تتنفس حتى عاد له نبض قلبه الذي توقف علي يديها.
الحياة وافعالها العجيبه دائما ما تستفزه ليقنط من رحمة الله ولو قليلا فيعود ويستغفر بصمت ويبتهل إليه..

"استغفر الله العظيم و اتوب اليه."
همس بها من بين شفتيه وهو يمسح وجهه بضعف ، وهو يناجي الله من أجلها في صمت.
انتفض من مكانه ما أن خرج الطبيب أخيراً.
_ كيف هي الآن؟
كان هذا سؤال والدها بصوت مختنق التي اتي مع صوت مروان الذي يجاهد ليخرج من حنجرته..

ابتسامه هادئة من الطبيب كانت ابلغ من الف جواب وهو يطمئنهم عنها وينصرف بهدوء .
اقترب من ذاك الفراش التي يحملونها عليه ناظرا لها بهدوء بلا أي تعبير علي وجهه، وحدها والدتها التي اندفعت إليها وتبعتها كارمن..
أما عنه، ابتعد للخلف مجددا يحمد الله انها بخير، قبل أن ينتشله من شروده..صوت والدها...

_ مروان؟
نظر له مروان بعتاب خاص..ولكنه اجابه كما اعتاد بأدب...
_ نعم...
أغمض عصام عينيه بقوه لا يتحمل نبرة العتاب هذه بالاخص منه هو.
_ إلى متي ستنظر لي بكل ذلك العتاب يامروان ..؟
_ أي عتاب ياخالي انظر لك به هو ظاهريا فقط ، انت لا تعلم كم الحزن بقلبي على فقيداي.
نظر له عصام بتروِ من
حديثه الجامع هذا، وفهم مغزي فقده...
_ يبدو أنك قد قررت الفراق يا مروان وانا لا اعتب عليك ولكنك يجب أن ...
انتفض مروان مردفاً بغضب:
_ اي مفترض ياخالي تتحدث عنه! ألم يكن من المفترض أن تخبرني منذ سنوات أنك كنت تعلم أن ابنتك تحمل طفلي برحمها؟!الم تشفق علي..!
اندفع عصام تجاهه وقد خلي المكان الا منهم بعدما انسحب الجميع لداخل غرفة شيار ممسكا بيد مروان بقوه، وهو يدفع بإصبعه رأسه..
_ ماذا تحمل هنا يا مروان، الا تفكر قليلا..؟كيف لي ان اخبرك عن بعض ظني بحمل ابنتي! انا ووالدتها لم نكن نعلم أن كان هذا الأمر جدياً ام فقط لا يتعدي ظن أم بإبنتها..اخر مكالمه بينها وبين والدتها انت كنت بجانبها وحينما الحت والدتها بالأمر قالت سأخبرك يااامي فيما بعد..
ولكنها كانت سعيده كل ما كان يحدث معها والدتها ارجعته لحملها لكننا لم نتأكد...
لقد توسلتني مريم كي اخبرك، ولكني كأب لم يجد لابنته أي أثر لأعوام عددتها بعداد الأموات...فإن كانت ابنتي ظننتها ميتاً..فماذا عن طفلها...؟!
_ يكفي يا خالي ...يكفي..
_ لا يا مروان...استيقظ يابني وانتبه...شيار هي ابنتي بالدم، وانت هو ابني الروحي ، من كان ومازال ملجأي بعد الله، لا تقتلني بنظراتك تلك، وان كنت حقاً قد اتخذت قرار الفراق من ابنتي لا يهم فقط لتكن بخير انت وابنتي وطفلكما، واللعنه بعد ذلك على كل شيء...

شيارWhere stories live. Discover now