3

419 31 0
                                    

الثالث/ شيار
بين دمع الفراق وصعوبة الاختيار
الأبيض يليق بك ِ
------------------
"مهما طال بنا العمر مفارقون..راحلون لن نعود ولو توسلنا وبكت العيون..فاحذر يابن آدم أن يأتيك الموت وأنت غير موزون..اعمل للقبر وكأنك مفارق الدنيا اليوم ولن تعود"

صرخة مدوية خرجت من فم والدة شيار المذعومه ، حينما انبطح  زوجها القعيد فجأة علي الأرض..حينما حاول اللحاق بها ، ليعرف ما يحدث، متناسياً أنه قعيد ،وأفراد الأمن يسحلوها بلا رحمه..

لاول مره يشعر أنه عاجزاً..وبلا حيلة وأنه كخيال يعيش بينهم، تذكر شيار حينها ورغم أنها ليست من دمه، إلا أنه لا ينكر أنها ابنته، رغم حقارته، ووضاعة عمله إلا أنه احبها، احبها كإبنه، وقدم لها حناناً خالصاً في بعض اوقاتٍ كانت حقا تريدها.. وبالمقابل أعطته هي كل ما أراد..حنان الإبنة، واخلاصها، وكانت باره به بجميع الأوقات..لم تتخلي عن مسؤوليتها تجاههم قط ، رغم أنها كانت تعلم أنها ليست ابنتهم..الا أنها كانت باره مطيعه، مخلصه ومتفانيه من أجل رفاهيتهم..

همس بألم بعدما سقطت رأسه بقوه علي الارضيه الخرسانيه أسفله..فسالت دماؤه بغزارة..وبدا عليه الفراق..

صرخت زوجته بقوه، و أفلتت من قبضتهم وعادت لزوجها الذي يصارع ليبقي بعينين مفتوحتان..

استمع لنحيبها، ففتح فمه يردد بإلحاح

(شيار..أخبري شيار الحقيقه، قولي لها انها ليست ابنة حرام، إنها أميرة ابنة أميرات.. أخبريها أن تسامحني ياأم شيار)

كانت تلك آخر مالفظه الرجل قبل أن تخرج الروح لباريها وشاءت الأقدار..

__________

قبضة اعتصرت قلبها فجأة ، وهي هنا بعرض البحر حيث حلماً آخر دونته بمدونتها المهترءه، وهي صغيره يتحقق، كانت في أوج سعادتها بتلك الرحله، وصيد الأسماك معه، كيف تحولت السعاده فجأه لهم ٍ كبير، وثقل علي قلبها كأن هناك حدث سيحدث..أو…

رفعت رأسها لذاك الذي انتبه لها، ولتعبيراتها القلقه..فأقبل مردفاً بقلق:

شيار مابك؟
لا اعلم هناك قبضة بقلبي يامروان..
هتف مروان بإبتسامه حنونه..وهو يفكر انها مؤكد تذكرت ذاك الخنزير…

ـ لا تقلقي ياشيار من شيء قلت لك انا معك..
بادلته ابتسامته، بأخري باهته..

ـ أتمني..ولكن..

هتف مروان بجديه..

_ مابك ياشيار..ماذا تريدين يا جميله؟

منذ التقته، وكأنه يقرأ أفكارها..، ويعلم ما بها،
يخجلها بفهمه لها، ويربكها بتلك النظره الوقوره التي تطل من عيناه ، نظره لا تتعدي مدة إلقاء الحديث عليها، ثم يبعدها سريعاً..

ولكنها تأثرها تجعلها تتمني لو أن عينيه سكناً لها، تحتمي بها ، تحيا وتموت بها حيث الحنان والأمان..

شيارNơi câu chuyện tồn tại. Hãy khám phá bây giờ