9

265 18 0
                                    

التاسع
شيار

"كخنجر مسموم غرز بالقلب بلا رحمه، وروح تسحب بالبطيء، عادت كارمن للخلف ، تخفي ألم روحها،  تلملم شتات نفسها، وكرامتها المهدوره، وتضحيتها البائسة التي لم تثمر أبداً بشيء، كانت تعلم أنه مجموعه مركبه من كافه الصفات السيئه، والعلاقات القذره، ولكن أن يصل لهنا ولهذا الحد، لا ..
لم تتوقع هذا منه أبداً .."

خطت بقدمها لداخل الشقه الواسعه، بصحبتها توأميها، التعب نال منها اليوم  ولم تعد قادرة علي فعل شيء، حتي أنها لم تجب علي علاء الدين واريام الذي يلحق باتصاله عليها، ليس بها نفساً لتحاكي أحد اليوم، يكفي هذا القدر اليوم..

نظرت يمينا ويساراً للشقه القذره بمعني الكلمة..

كالعاده تتركها نظيفه، وتعود لتجدها هكذا…والفاعل معروف كالعاده..

بحثت بعينها عنه ، لعله كالعاده يغط بثبات بأي ركن هنا او هنا..ولكن لا أثر له..

ولكن سرعان ما وصلتها همهمات جعلت قلبها يهوي بين قدميها..همهمات عجيبه لأحدهم...

ارتجف جسدها، وابتلعت ريقها، وأخذت انفاسها بصعوبه، وهي تخطو ببطيء  للغرفه التي تأتي منها تلك الهمهات،  لتواجه أحدي  أكبر مخاوفها التي لم تكن  تتوقع حدوثها، كانت تظن أن هذا سراب فقط، في مخيلتها اللعينه فقط...

ولكن لم تكن تتوقع أن السراب شيء، والحقيقة شيء آخر على الإطلاق..

ولكن ما أن أبصرت ما يحدث...الا وعادت للخلف متسعه العينين، يديها تكمم فاهها بقوه و….

ارتجف جسدها فجأة كالمحمومه، وهي تعود للخلف بذاك الهدوء التي تسللت به، دموعها تنهمر، ونفسها تكاد تلعي، من قذارة ما تراه.
لاتعلم من أين اتتها تلك القوه الواهيه، لتلملم شتات نفسها، وتحمل طفليها وتخرج من الشقه اللعينه،وما تحمله..من ذكريات خذيها وعارها..

ما أن استقرت بسيارتها الا وانفجرت ببكاء مرير، وعاد شريط حياتها يعود لذهنها يوما بعد يوم..

طفوله بريئه، وعشق بائس، وزواج من رجل لا يعرف للرجوله معني، واطفال أتوا ولا ذنب لهم بتلك الحياه، إلا أنها رضخت لزواجها بلا رضي..لترضي أهلها، وبالأخص والدتها .

ازدادت شهقاتها، وعلت..وهي تقاوم حتي لاتتقيأ ما أن عادت ذكري ما رأته بالأعلي، وبوضع زوجها المخزي..
لقد كانت تشك بأمره طوال الوقت، ولكن ما إن تُحكم عقلها، كانت تنهر نفسها و تؤنبها...بتفكيرها بتلك الطريقه، بل وكانت تتهم نفسها أحيانا أنها هي التي تمتلك تفكيراً شاذاً بائساً..

همت بالرحيل ، ولكن لم تستطع أكثر ، هرولت لخارج السيارت، وافضت ما بمعدتها كاملاً..
صوت بكائها انتبه له الجميع، واقتربت احداهن لمواساتها، ولكنها كانت بعالم آخر ، عالم اختارت أن تكون فيه مضحيه بنفسها، عالم كانت به اماً، واباً، وعائلاً لأبنائها..لم تستطع أن تستمع لنصائح تلك التي اقتربت منها، ولا ماذا تقول، فقط كانت هناك، حيث كان زوجها يمارس الشذوذ بلا حدود، وبلا حياء.اللعنه عليه، وعلي من إجبرها عليه ، وعلي من كان سبباً بأذيتها يوماً من الأيام…
------------
انتفض مروان من جانب أبيه كالملسوع، عيناه متسعه علي آخرها من الصدمه، ينظر لوالده غير مستوعباً ما سمعه منه، ولا ما يراه .
هناك شيء غير مفهوم، شيء خاطيء...لا يفهمه..

شيارWhere stories live. Discover now