8

344 20 0
                                    

شيار/ الفصل الثامن
أسما السيد
***********

"في قلب كُل منا سر كبير ،  في ثنايا الروح سُكناه، وعلي جدار القلب نقشناه، بدماء القلب حفرنا إسمه ولم ننساه، يعذبان الشوق إن تذكرناه ، ونشعر بالحنين له كلما مر علي خاطرنا موقف لنا معه تشاطرناه، في قلب كل منا عشق كبير، وجُرح مازال ينزف وجعاً كلما تذكرناه، في حياة كل منا عشقٌ قديم، بدموع العين بالكاد أخفيناه.."

_ كارمن..

تبسمت كارمن بحب ما أن أبصرت شيار..ووقفت تنتظر قربها منها..

عناق حار، وقبلات من شيار لتوأمها الصغار ذو الاربع أعوام..

دلفا مجدداً داخل المطعم الذي أغلقته للتو..ووقفت كارمن تعد لشيار كوب القهوة التي تعشقه من بين يديها…

وبجوارها شيار التي تستنشق الرائحه بتلذذ.. وهي تنظر لصورة مروان التي حفظتها  علي هاتفها..وتقبلها بشوق..

نظرت لها كارمن، وضحكت علي ماتفعله بصخب، رغم ما مرت به، وما تعانيه من فقد مازالت  تحمل قلب طفله ، بريئه تقبل صورة حبيبها كل حين ..

رغم ما مرت به..ورغم ما تعانيه، وقتها التي تقضيه بجوار شيار، يحسن من نفسيتها كثيراً، شيار وجنانها وعشقها البريء لمروان يجعلها تشعر وان القادم أحسن، عشق شيار، وانتظارها للمجهول يجعلها تشعر برائحه الحياه التي تركتها بالماضي، علي غفله منها…

يذكرها به، وبطفولتها ومراهقتها التي قضتها معه..وهي من تسعي جاهده للنسيان..نسيان كل شيء..

انتبهت علي تأوه شيار واحتضانها لصورة مروان بقوه..فهتفت بضحك..

_ لن تكبرين أبداً ياشيار، ياليت مروان يري ما تفعلين بصورته  يومياً يا مجنونه ...

إجابتها شيار وهي تحرك كتفيها..بإمتعاض، وتشدد من احتضان صورته .

_   وماذا أفعل بالله عليكِ الشوق له يقتلني؟!  يقتلني قتلاً يا كاري، أنتِ لم تجربي شوق المحب ياعزيزتي، أنه قتال ...قتال والله ..

شردت كارمن لثانيه، وسرعان ما لوت شفتيها بامتعاض، وهي تضربها علي رأسها بخفه…

_ اكبري يا حبيبة قلب  كاري، يجب عليك أن تعملي جيداً علي توسيع آفاق عقلك هذا، فلقد وقف نموه علي عمر الاطفال…

اجابتها شيار بإبتسامه مرحه، وهي تحاوطها بذراعيها ..

_ حاولت والله أن اكبر، وأوسع ذاك المعتوه برأسي قليلاً، حتي ما أن يحن اللقاء أمثل الثبات ولا أهرول لذراعيه، واتوسله أن يعانقني  ، ولكني فشلت.. أخبريني بالله عليك كيف ساصبر لثلاث أعوام..هكذا، سأجن ياكاري..والله سأجن..

قهقت كارمن عليها...وهتفت بصدق..وهي تضغط علي خديها بخفه كما لو كانت تعاقب طفليها، بعدما أزاحت ذراعيها عنها بإمتعاض مصطنع.

شيارWhere stories live. Discover now