١٣

255 15 0
                                    

١٣
شيار الأبيض يليق بكِ

أسما السيد..
---------------

أسبوعاً مر عليها هنا... البكاء كان رفيق دربها، ووجع قلبها كان ملازماً لها ..انهزمت تماماً..لم تعد تلك التي عملت زينب علي بنائها لسنوات،  أو هكذا صور لها، أصبحت تلك الضعيفه التي كانت عليها قبل لقياه تلك الليله العجيبه التي شهدت لقائهم الاول…
اكثر ما يؤلمها ليس ذاك الذي يحتجزها هنا، بل اشتياقها الرهيب، ووجع قلبها علي طفلها التي تركته خلفها، وأتت هنا من أجل حبيب أصبح بعينيها خائن ككل الخائنين..
ليتها لم تفعل..ياليت …

كل شيء حولها أصبح مثيراً للرعب فجأة وكأنها تعيش أحدي المغامرات
الف سؤال وسؤال بدأ يجول بخاطرها وبدأت تجمع خيوط البدايات مع النهايات ولم تصل الا لشيء واحد قد ترجمه لها عقلها المتعب...هي حقا ً كانت كبش فداء، لأحدهم ولكن ….من؟

انهارت كلياً، وهي تحارب من أجل حريتها، الفرار، احتضان طفلها…

عادت لنوبات بكائها، وهلعها اللااراديه منها كلما حزنت، أو وقعت تحت ضغط نفسي لا تتحمله...عادت نوبات هلعها أكثر من ذي قبل، وكأنه لم يداويها يوماً..لم يأثرها، ويطمنها بذراعيه...

عادت بذكراها للماضي حينما كان يهرع اليها ما أن رأي انهيارها ، وخوفه عليها ما أن شعر بحزنها، واستشف بدء نوبتها، كان يسرع ليرضيها، يجعلها تبتسم من جديد، فعل كل شيء من أجلها، وكل شيء، حتى أصبحت  أخري واثقه، واختفت نوبات هلعها تلقائياً،وخوفها اللامنطقي والخارج عن المألوف كما كان يخبرها دوما، كان طبيبها النفسي وشيخها المعالج..
كم طمأنها حتي باتت آمنه..آمنه تماماً…

تتذكر كلماته المطمئنة لها...كلماتِ لطالما كانت معينها بمدة فراقها...

"دروب الحياة يا عزيزتي كدروب الأدغال ليست آمنة، ولكننا نتخطاها بالإيمان، والثقة، تلك الثقة المطلقة،  التي تجعلنا نؤمن بأن القادم أجمل دائما، بأن هناك بآخر الدرب شعلة موقده، هااك بعيداً، تنتظرنا، لتقودنا لتلك الحياه التي  نحلم أن نحيا دوماً بها ، درب الحياه يا حبيبتي يحتاج قلباً لا يخاف مطلقاً، حتي وإن تعثرت أقدامنا، نستطيع أن نقف من جديد علي أعتابها..لذا أطلقي العنان لذاك الخوف اللامنطقي  ليفرهارباً، وابدعي، ابدعي فيما تحبين،  وأخلقي لنفسكِ سعادة دائمة، وثقي بأن الخالق ما ابتلانا إلا ليختبرنا، ويختبر صبرنا..فكوني علي  قدر تلك الثقة..واسعدي.. حرري ذاتك من تلك القيود، وتلك السلاسل الصدئة التي تكبلك .. لا تخشي الدرب الطويل، ولا الظلمات،  فالخوف ياعزيزتي لا ينشيء الا أجيالاً مشتته، خائفه"

انهمرت دموعها بغزاره، وهي تسأل ذاتها وتجلدها، لما فعلت ذلك بحالها..لمَ لم تعد مسبقاً...؟؟

ياالله كل شيء هنا يقودها للجنون...وكبرياؤها اللعين يمنعها من الصياح عليه ...أخباره بكل شيء، وتنتهي دفعة واحده...وبعدها…

شيارWhere stories live. Discover now