15

244 14 0
                                    

١٥
شيار


***********
هتفت بذعر ملأ قلبها وهي تقبض، وتبسط كف يدها بتوتر..

_ هل لفظتها حقاً  يامروان….!

بمرارة أجابها..

_ أنتِ تعلمين جيداً أني ما خلقت لأهين النساء

"فإمساك بمعروف أو تسريح بإحسان"

قال الله تعالى: {فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ} [البقرة:
229].

تبسمت حسناء بسخريه، وسرعان ما انفجرت بضحكة عاليه.وكأن شيء لم يكن..وهي تستمع لكلمات المنمقه بعنايه، لطالما عشقت كلماته تلك..

مروان كان ومازال غايتها، ولن تفرط به مهما كان...متي سيعلم انها من دفعته لذلك، وانها تهواه وتهوي ذلك الجنان اللذيذ كما تسميه..

عادت لتجلس علي المقعد أمامه بأريحيه تضع قدماً علي الاخري ، وبيدها أشعلت سيجارتها، وشرعت تنفث فيها بصبر، أريحية جعلت الدماء تفور من رأسه، وهو يكافح حتي لا يتهور عليها، كما فعل تلك الليله ..ما أن تقع عينه عليها يشعر بالتقزز، وأنه بغباءه من وقع بذاك الفخ…

عاد برأسه لتلك الليله، التي اوقعوه فيها بالفخ، واكملت عليه تلك التي تمكث تلتوي بفراشها في الأعلي …

حينما خرج مهرولا من الحفل بأكمله ..يظن أنه الخلاص أخيراً، ولكن ما أن رن هاتفه ورأى ما رأي  بعينيه الا وأصابه الجنون،  وفكره واحده سيطرت عليه ..خيانه، شيار خائنه..
ما كان يفكر به حينها هو الانتقام، الثأر لكرامته المهدورة علي يديها

بأقصي أحلامه لم يكن يتوقع أن يأتي عليه ذاك اليوم ويراها بين أيدي اخر..ضاحكه، بل وصورتها كأنها نست كل شيء، بين أحضان احدهم..

حتي هو...وهو ما نساها يوم..منذ لحظه الفراق..

كان يثق فيها ثقه عمياء ، ثقه لو وزعت على العالم أجمع لفاضت...

كيف لها أن تفعل فيه ذلك..كيف؟؟

لم يشعر بنفسه الا وهو يعود ويضع يده بيد والدها ويرسم ابتسامه سعاده، وكأنها من القلب..

كان كالمغيب حتي انفض الجمع من حوله وبقي هو وهي  والعائله المزعومة بذاك البيت المقزز الذي طالما كرهه وكره كل شيء به..

اقتربت زوجة أبيه منه ، علي وجهها بسمه مصطنعه تقبل تلك المتيمه بسعاده..وبجوارها وياللعجب والده يمشي بأريحيه علي قدميه .

اي شيء كان سيقوله حينها لن يفيد...ماذا يخبرهم..أنهم أجادوا أدوارهم جميعا..وهو فقط من وقع بفخ الجميع.. وأنه هو من سمح لهم فعل كل شيء..

ماذا يخبرهم، واقربهم لقلبه قد خانته، وأدمت الوريد فنزف القلب؟

انتظر قليلا يمرر عينيه، بينهم بسخريه، سخرية من نفسه ومنهم، ومن ضربات الحياه الموجعة التي لا ترأف بأحد…

شيارWhere stories live. Discover now