19

248 18 0
                                    

١٩

شيار
*******

" إني أُحبك رغم أنف قبيلتي ومدينتي وسلاسل العادات، لكني أخشى إذا بعت الجميع تبيعيني فأعود بالخيبات. "
#محمود_درويش

خلت الغرفة إلا منهما بعد أن أجادت تمثيلها للنوم بعد انهيارها التام ، كل ما يشغل تفكيرها الآن هو ابنها، وكل شيء من بعده خواء
انهت مكالمتها مع عامر منذ قليل ..ومن حينها ودموعها لا تنضب بعدما تأكدت بما كانت تشك به، وهي أن زينب قد حرمتها منه، وهربت به...ولكن ما ذنبها وذنب طفلها، وماذا فعلت ليكون هذا جزاؤها بعد الثقة...لقد وثقت بها ثقة لم تثقها باحدٍ من قبل

يبدو حقا أن كل ما نراه يلمع لا يلمع حقًا؛ لربما يكون نوع آخر يؤدي نفس الشيء، ولكن ليس نفس الجوهر..

الآن فقط شعرت معنى الفقد.. معنى أن تعيش عمرا كاملا تبحث عن شيء..وماذا لو كان هذا الشيء من دمك أنت، وكان منك...كان فلذة كبدك؟!

ودت لو  تصرخ وتلطم الخدين  ، وتهرول لاحضان والدتها لتسألها 
يا اماه  من أين لك كل هذا الصبر علي فقدانها كل تلك الاعوام..وهي من اسبوع  فقط تكاد تجن من فقدان طفلها وكل شيء يحدث معها.
نكست رأسها ودفنت وجهها بين قدمها وازداد نحيبها..تفكر من ستخبر؟.... اتخبر مروان...ولكن…. هل بعد كل ذلك الكره سيصدقها؟!

زفرت آه متعبة من قلبها…اه كم من آه ٍ ليست مؤهلة لإخراجها من بين شفتيها بعد يجب أن تخرج من هنا والان...يجب ان تعود للبحث عنه؟
ولكن كيف..كيف؟؟؟
جنون الفقد هو من يحركها..فكرة شعورها بفقد طفلها والي الابد..وأنها قد تعيش وتعاني  ما عانته والدتها يجننها، ويجعلها كالمجنونة تفكر بلا عقل..

يجعلها تشك بكل من حولها وكل شيء حتي نفسها باتت تؤنب بها ...تخبرها انها انانيه لتجري خلف بواقي عشق ظنتة مازال يعيش بالقلب و تترك فلذة كبدها لانسانة مريضة لا تعرفها!

حملت هاتفها وبثواني ارسلت رساله  بذاك الشات المجمع لهم معا  كانوا يقضون الليالي يتسامرون من خلاله، ويتحدثون عليه على الواتس (هي وكارمن وعامر وعلاء الدين واريام…)

ارسلت رسالة حاسمة لهم جعلتهم يجنوا بمكانهم، وجلبت الخوف لقلوبهم مخافة عليها وعلي ما قد تلاقه أن وصل الأمر لمروان
انتفض عامر الذي كان يجلس واضعا وجهه بين كفيه يفكر بمخرج لكارمن  من ورطتها، ويفكر كيف يصل لزينب وينقذ موسى من بين يديها…

ارسل اليها برسالة حاسمة..تبعها بأخري ما أن عاندت معه يتوسلها أن تنتظر حتى يعودوا إليها..يطمأنها أنهم سيجلبون موسي لها بأمان فقط تثق بهم..

" اياك يا شيار...ستهدين المعبد علي راسك الان..اهداي، وانا اقسم لك..ايام فقط وسأعود به اليك.."

ولكنها قد حسمت أمرها، وهي تختطف حقيبة يدها  التي عادت بها دون حتى أن تنظر لما بها ولا حتى أوراقها التي تؤهلها للعوده له.....ستذهب الان ...طفلها بحاجة اليها ومن قد يلوم قلب الام الملتاع ..!

شيارWhere stories live. Discover now