6

323 28 0
                                    

السادس
شيار
الأبيض يليق بكِ
أسما السيد
---------------

"من كان الله معه..كان معه كل شيء..ومن كان في معية الله فمن يضره"

لطالما كنت أوقن بمدي صحة المقوله، ومدي فاعليتها، ولكنه إبليس اللعين من يشتتنا ويفعل ما يفعله بنا، ويتركنا نتجرع الندم..يقودنا للهلاك ويتركنا ، ضاحكاً ، ساخراً..وفي الحقيقة من يتبعه يستحق الشعور بالألم، يستحق الضياع، والبؤس ولكن …

القوي  منا فقط من يستعيد قوته، ويقف علي قدميه مجدداً..القوي فقط من يجدد الإيمان، وينفض عن نفسه غبار الزمن ، ونجاسات البشر، ليليق بمن سيقف بين يديه مجدداً..

تلك الراحه التي تأتينا بعد كل لقاء ، كل دعوه ، وكل خشوع وسجود..كانت كطوق نجاه..تلك الدعاوي الصادقه من قلوب المحبين لنا مؤكد  سيكون لنا منها نصيب وأمل...وسنلتقي مجدداً..

يسألونني كيف أصبحت بهذا الثبات، بهذا الصبر، وهذا الصمت الرهيب من بعد الإنهيار..لا يدركون أن الله يزرع الصبر بقلوب العباد..وإن ما بين طرفة عين وأخراها، يغير الله من حال لحال..

لا اعلم كيف شردت طريق الرب، واتجهت لظنون العباد كيف جزعت ، واخطأت الدرب..ولكني موقن أن الله رؤوف بالعباد..سيمنحنا بعد العسر يسر..ومن بعد الهجر..الوصال..

عامين كاملين من الفراق.. وأحوال تغيرت..وشعور بالثقل مازال يجسو علي قلبي، ولكني مازالت متماسك..لم أعد ذاك الضائع الذي كنت عليه منذ  عام وسته أشهر..لقائي بالبدويه كان كطوق نجاه حررني من الضياع، والهمني الصواب..كم ألم نفسي، من البدايه علي إهمالي للطريق الحق.. وكم أحزن أن عودتي كانت علي يد امرأه..

وليست أي امرأة إنما امرأه من أراها تفعل الشرك وتتباهي به..ولكن... الحمدلله أني عدت..فقط لو يرضي عني الله وأعود كاملاً مكملاً بوجودها..

#مروان#شيار#الأبيض يليق بك#

أغلق مروان تلك المفكره التي استبدلها للمره  التي لا يذكر عددها، منذ الفراق..كل شهر يستبدلها بأخري..منذ رحلت  شيار، وهو يدون بها،  كيف يمر اليوم بدونها، وكم مره يتذكرها باليوم..؟

اغلقها،  ووضعها بمكانها،  وإستقام حيث النافذه الزجاجيه التي تفصل غرفه مكتبه عن الخارج..هنا بمقر شركته التي اكتسحت مجال اختصاصها وأصبحت علي رأسهم..

الأزمات تستبدلنا، تُغيرنا وتفعل بنا الاعاجيب..البعض يغوص نحو القاع..والبعض يطفو لأعلي حيث القمه، وآخرون يظلوا كما هم..مشتتين..ضائعين.
ولكنه يحمد الله أنه بفضل الخالق  وصل لهنا…

زفره حاره خرجت من صدره ، وهو يرمق الماره بضياع..يضيق صدره كلما تذكرها..وتمتلئ عيناه غصباً عنه بالدموع..يعترف لنفسه أن كل شيء قابله بحياته لم يشكل فرقاً مهماً له..حتي فراق عائلته..لم يضعفه يوماً...قدر فراقها هو ما أضعفه ..

شيارWhere stories live. Discover now