10

292 18 0
                                    

العاشر
شيار
الأبيض يليق بك ِ
أسما السيد..
___________

(كل الخيبات تُجبر، إلا خيبة من حبيب، كل الجروح تُشفي إلا تلك التي أصابت عمق الوريد، احب كالحرب ياعزيزي، فاحذر أن تُدمر كل شيء، ولا تُصيب)

وقع الكلمة عليها كان أشبه بالسراب، بأقصي أحلامها لم تتوقع أن يُلقي أحدهم عليها يومًا تلك النكتة السخيفة، مروان والزواج من غيرها محال..!

فهل حقًا أفرطت بثقتِها به، أفرطت في تصديق عشقه المجنون لها، والإيمان به؟!
ثقتها الزائدة به، وبأنه لا يفعلها، ذهبت مهب الرياح الآن، وأضحت هي وذكراها لا محل لها بحياته.

هل حقًا كانت يجب أن تخاف الآن، وتخشى من تلك اللحظة.
طيلة الأعوام الماضية كانت واثقة بأنه لن يفعلها مهما حدث
ولكن...

ولكن، لا، مؤكد هناك شيء خاطئ، في الأمر شيء يجب عليها أن تعرفه، مروان التي تعْرفة حق المعرفة لا يفعلها مطلقًا.
أمعنت النظر  لزينب التي يرتسم الأسى، والشرود على ملامحها، أو هكذا أرادت زينب أن تظهر لها، لم تعد تعلم شيء، في تلك اللحظة شعور مريب سيطر عليها كليًا تجاة زينب، لكنها نفضت عنها ذاك الشعور الذي سيأخدها لطريق لن تعود منه أبدًا.
استدارت زينب لها، وسرعان ما نكست رأسها بحزن ،  حينها علمت أن ما سمعته ليس إلا الحقيقة بذاتها، ومنذ متى وتكذب عليها زينب؟!
إذًا …
حبيب العمر قد أخذ القرار، ولكنها لن تتركه يفعلها، لن يكون لغيرها مدى الحياة.
لم تنتظر  بعدها أن تجيب زينب التي تحدثها، انطلقت للخارج لوجهة واحدة ، غير مكترثة بصياح زينب، ولا بكاء طفلها عليها لأول مره ، ولكنها كانت قد حسمت أمرها..
سترحل، ستعود للديار، وتنتزع مكانها  ومكانتها من أعينهم جميعًا، وبالأخص هو.

أين كان عقلها؟!
وهي تستمع لزينب، ونصائحها، وهي معصوبة العينين، كيف تثق بأي أحد هكذا؟
في هذه اللحظه عاود ذاك الشعور يتسلل لها، شعور بالتخبط، وعدم الراحة من كل ما تصدره لها زينب، مؤكد هناك شيء خطأ..
ولكنها غير ملمة به الآن، تذكرت حديثها مع علاء الدين في مقابلة جمعتهم مره من المرات، بعدما سارت على درب ابنة عمها كارمن، وقررت أخذ علاج نفسي مكثف يعينها على القادم ، وكعادة علاء الدين بعد جلستين معها، وبعدما علم مدي قربها من كارمن وأريام شقيقته، أخبرها أنها ليست بحاجة لأن تأتي للمصحه..

بل سنكتفي بتلك المقابلة التي تجمعهم كل بضع أيام، اعتادوا أن يناقشوه بكل شيء.
علاء الدين شقيق أريام صديقة كارمن بالجامعة.
لقد خلع علاء الدين عنه رداء العمل كطبيب، ورجل أعمال ناجح، وهبط ليصل لعقْليتهم حتى يحتويهم، كان على ثقة أنهنَ ليسوا بحاجه لطبيب بل بحاجة للم الشمل مع الأحباب

ولكن كانت هناك دائما بينهم نقطة خلاف، يختلفون عليها جميعاً..

ألا وهي زينب نفسها، وكالعادة..

شيارحيث تعيش القصص. اكتشف الآن